(45)


أمام البوابة الرئيسية لأحد أشهر السجون في مصر وقفت الأم وقلبها يكاد يطير فرحاً فأخيراً سيستعيد ولدها حريته المسلوبة.
خرج وقد ضيق عينيه أمام ضوء الشمس القوي ، لقد اشتاق لرائحة الهواء النقي الذي لا تشوبه رائحة السجون المتعفنة.
اتجه إلى والدتها ما إن لمحها وألقى نفسه بين ذراعيها ، كم اشتاق لهذا الدفء الذي يشع من والدته ، لم يكن يعرف قيمته ولكنه الآن لا يقدر لديه بمال.
الأم: وحشتني أوي أوي يا محمد
محمد: وإنتي أكتر يا أمي
مسحت الأم دموع الفرحة قائلة بمرح: أما أنا عملالك جوزين حمام إنما إيه يستاهلوا بؤك
قبل يدها: ربنا يخليكي ليا وما يحرمنيش منك.
اتجه إلى الطريق الرئيسي لكن منعته أمه قائلة: رايح فين؟
أجابها مستغرباً: هاوقف تاكسي
أشارت إلى سيارة تقف على مسافة منهما: ماهي العربية موجوده أهي نركب تاكسي ليه ؟
سألها بتوجس: عربية مين دي ؟
الأم بفخر: عربية ديما صاحبة مريم بعتتها معايا بالسواق ، يا حبة عيني ما رضيتش أجي هنا لوحدي بتاكسي
جرته والدته جراً إلى السيارة ، وبعد أن استقرا بها سألها:
بس أنا ما عرفتش هما خرجوني ليه ؟
- مسكوا اللي عمل كدا والبواب بتاع العمارة اتعرف عليه وقال إنه هو دا فأنت كدا بقيت براءة.
أومأ صامتاً ، وبعد دقيقة: إحنا هنروح فين ؟
- هنروح بيتك يا حبيبي اللي كبرت فيه
ارتسمت إبتسامة باهتة على شفتيه ولم يعلق.
أضافت الأم مترددة: محمد ... أنا عايزه أقولك على حاجه بس خايفة تزعل
قبل محمد يدها قائلاً: أنا عمري ما أزعل منك أبدا يا أمي
ربتت على يده بحنان: تسلم يا ابني
محمد بمرح: ها كنتي عايزة تقولي إيه ؟
أشفقت على حال ولدها ولكنها قالت: نعمات اتجوزت
كأن دلواً من المياه البارده سُكب على رأسه: إيه ؟ من مين؟
أجابت بغيظ: المعلم حسونه الله يحرقه ! ... طلق واحدة من اللي كانوا على ذمته واتجوزها.
لم يرد ولم يعلق ، ظهر وجهه لا مبالياً بينما قلبه يحترق ، أليس هذا من وقف في طريق سعادة شقيقته من أجله وأليست تلك من قام بإهانة والدته لينال رضاها ، لقد سُجن بسببها وكرهته أخته لأجلها وكاد يفقد رضا والدته عليه ليرضي ذاتها.
إن ما يشعر به الآن أقل ما يستحق ، فهو من أخطأ وعليه تحمل العاقبة فلقد قال الله –تعالى- " ولا يظلم ربُك أحداً ".
هو الذي اختار ما فعله وبالتالي هو اختار عقابه ، كما قال الله –عز وجل- " وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين ".
خافت الأم على ابنها ، قلقت أن يتهور فيعود من حيث أتى ولا يتمتع بحياته أو حريته فقالت بحنان: عايزاك تركز ف حياتك وبلاش جنان وتهور ، اللي فات مات خلينا نركز ف اللي جاي.
فهم محمد خوف والدته فابتسم: ما تخافش مش هاجي عندهم ، دا أصلاً ربنا رحمني منها وأهو ابتلاه
ضحكت الأم ، سألها: هي مريم لسه زعلانة مني؟
أومأت الأم بحزن: اللي شافته ماكانش قليل يا ابني
وافقها ثم قال: بكره هأروح أشوفها واعتذر منها ، لازم أصالحها.
جلس يردد الجملة الأخيرة مراراً وتكراراً على نفسه بينما تدعو والدته له بالصلاح والهداية وأن يتم نعمته عليه بالخير.
---------------
جلست ديما على مكتبها بالشركة ومعها مريم وباسل.
ديما: محمد خلاص خرج ؟
أومأت مريم: أه ، ماما لسه مكلماني بتقولي وصلوا ودخل يستحمى عشان يشيل ريحة السجن من عليه.
باسل: حمدالله على سلامته
مريم بنصف إبتسامة: الله يسلمك
ديما: وإنتي مش ناوية تصالحيه؟
مريم متنهده: اللي في الخير يقدمه ربنا
ديما محذرة: بلاش تظلميه زي ما ظلمك !
مريم بتعجب: أظلمه ؟
ديما: أيوه ، لما تبعدي عنه ف وقت هو محتاجك فيه يبقى بتظلميه ، لما تسحبي داعمك ليه ف أزمته يبقى بتظلميه
مريم بعصبية: ولما حرمني أتجوز اللي بأحبه دا مش ظلم ولما كان عايز يجوزني للمعلم زفت دا مش ظلم ؟ لما شغلني بالغصب عشان اصرف على تعليمي دا مش ظلم ؟ لما كنت بأنام كل يوم على علقه دا مش ظلم ؟؟ ولما بقيت ف الشارع لوحدي دا مش ظلم ؟؟؟
ديما بشفقة: أنا معاكي ف كل دا ، بس في حديث للرسول -صلّ الله عليه وسلم- قريته مرة وحبيته جدا " لا تكونوا إمعة ، تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا فلا تظلموا ".
رددوا: عليه الصلاة والسلام
ديما بحزم: لو عايزة تبقي إمعة وعكس اللي قال الرسول عليه الصلاة والسلام فإنتي حره.
تنحنح باسل مغيراً محور الحديث: وأنتوا ناويين تفضلوا في الشقة دي كتير ؟
ديما متعجبة: أومال عايزنا نروح فين ؟
باسل: أي مكان تاني أمان أكتر من كدا
مريم: بس كريم قال إن في حرس على العمارة والشقة
باسل: أيوه تمام ، بس أنا في رأيي يا ترجعوا تعيشوا ف الفيلا بتاعت ديما يا الأحسن في رأيي تعيشوا مع بابا
ديما باستغراب: أعيش مع بابا مراد ؟ وليه كل دا ؟
باسل: عشان تأمين فيلا أسهل بكتير من تأمين شقة ف عمارة
ديما: ربنا يسهل ، هافكر وأقولك
باسل: أوكيه ، بس فكري بسرعة
مريم: أنتوا لسه ما تعرفوش حاجه عن نعيم ؟
باسل بغضب مكتوم: دا جحيم مش نعيم ، لسه مش لاقينله أثر عشان كدا عايز احطكم ف مكان أمن على قد ما أقدر.
ديما: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
------------
رُفع المنديل الأبيض ودعا المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بالخير ، ألف مبروك.
ارتفعت الزغاريد معلنة أنتهاء مراسم تتويج حب مريم وكريم فلقد كتب الكتاب ورفع الجواب.
بدأت التهاني في التساقط من كل حدب وصواب.
ضمتها والدتها بقوة: مبروك يا حبيبتي
والدة كريم: كفاية عليكي كدا يا أم محمد خليني أخدها في حضني أنا شوية.
سحبت الأم نفسها من أحضان ابنتها قائلة وهي تمسح دموعها: أصلها هتوحشني أوي
ربت كريم على كتفها قائلاً بحنان: هو أسبوع عسل وبعدين هنسكن قريب منك.
وضع باسل يده على كتف كريم: شكلك إديت الشغل زومبه يا كبير
كريم ضاحكاً: لا والله بس ...
رامي: ما كفاية يا عم باسل وقعت قلب الراجل ، يعني بدل ما تباركله تبشره إنه خسر شغله ؟
وقع قلب كريم في ساقيه ، ارتفع صوت شادي ضاحكاً: أديك أنت اللي وقعت قلبه
باسل مطمئناً: في شاليه أوضتين دا ليك وشاليه تاني 3 أوض دا لمامتك ولمامت مريم وكمان محمد لو حابب.
محمد: بس أنا شغلي هنا
باسل: وفي شغل كمان ف المنتجع شوف اللي يناسبك وهيبقى بتاعك
نظرت مريم إلى كريم: بس أنا مش هأقدر أسيب ديما
ديما بمرح: ليه ؟ ديما هياكلها العو مثلاً ؟ هههههه
أحاط مراد كتفي ديما بذراعه قائلاً: ديما دي بنتي حبيبتي وهتعيش معايا ، تونسني ف وحدتي.
ديما: شوفتي يعني من الأخر مش فاضيالك
مريم ضاحكة: بقى كدا ! ماشي ماشي
كريم: لو مريم مش حابه الفكرة خلاص أنا ممكن أسافر وأجيلها أخر كل أسبوع
هدى: مش حابه إزاي يعني؟
ماري: دا حتى هيبقى مايه وهوا نضيف
شريف ممازحاً: أيوه يا عم مين قدك هيبقى معاك الماء والخضرة والوجه الحسن
لكزته ماري بحدة: يعني أنت ناقصك حاجه ولا إيه ؟
شريف: لا لا لا مش قصدي ، بس مافيش هنا مايه ولا خضرة أما بالنسبة للوجه الحسن فمافيش أحسن من وشك يا حياتي
ماري: أه باحسب
ميرنا ضاحكة: يظهر إن ماري ربتلك الهسهس يا عم شريف
شريف: ههههههه الهسهس بس ؟ ، دا الهسهس والبوعبوع والذي منه
ماري بحنق: تقصد إيه ؟
قبل يدها قائلاً:قصدي كل خير
مريم: بجد يا ديما مش هأقدر أسيبك في الشركة لوحدك
ديما: لوحدي مين ؟؟ ما رنا وميرنا وماري كلهم معايا أهو.
مريم: بردو لم أطمن الأول إنه نعيم اتمسك
هدى: يعني حضرتك الحارس الشخصي اللي هتحميها؟
مريم: لا بس ع الأقل هأكون جنبها لو احتاجتني
كريم مقاطعاً أي اعتراض أخر: وأنا مع مريم ف رأيها ، لما أرجع اشتغل كل أسبوع هأجيلها
والدة كريم بحنق: وعليك من دا بإيه يا ابني ؟
همست ميرنا في أذن مريم: شكلها بدأت تتقمص دور الحما وعن جدارة ، خلي بالك من نفسك بقى يا أوختشي
باسل: كدا أحسن يا طنط وأهو يفرشوا الشاليه هناك على مهلهم وبذوقهم عقبال ما نمسك نعيم بيه
والدة كريم بإستسلام: اللي تشوفوه ، المهم راحتكوا
قبل كريم يدها: ربنا يخليكي ليا يا ست الكل
رامي: ما يلا بقى هتتأخروا على شهر العسل
شادي: دا على أساس إنه مستنيهم على محطة الإتوبيس
دفع رامي وجهه بكف يده: تصدق إن دمك عسلية
شادي مغيظاً إياه: طول عمري برنس
كريم ضاحكاً: لا أنا أمشي أحسن بدل ما تاكلوا دماغي
غمزه رامي: أه يا برنس أخوها خرج من هنا لفيته تحت جناحك وخليته يجوزهالك خلال شهر.
كريم باسماً: عقبالك
وجه رامي نظراته إلى ميرنا التي نظرت أرضاً في خجل.
امتلئ بالضيق فهي لن تكون له ، وأيضاً لا يستطيع تخيلها لغيره.
ودع العروسان الجميع منطلقين في رحلة أسبوع شهر العسل ، متجهين إلى بداية حياة مشتركة بما تحويه أيامها من سعادة وشقاء.
-------------
دخلت رنا إلى مكتبها ملقية السلام ، ما كادت تجلس حتى دلفت شيماء حاملة علبة كبيرة والإبتسامة تصل إلى أذنيها.
سميرة: صباح الخير ، إيه السعادة والإشراق دا كله ؟
شيماء بحبور: وما أبقاش سعيدة ليه ؟ ، دي حتى الدنيا بامبي بامبي بامبــــــي
عوني ضاحكاً: ما تهدي علينا شوية يا ست سعاد حسني
رنا باسمة: ربنا يزيدك ويرزقنا
سميرة: إنما إيه العلبة دي ؟
فتحت شيماء العلبة ومرت عليهم تدريجياً ليتناول كل واحد منهم قطعة: دي بمناسبة قراية فتحتي على عادل والخطوبة كمان أسبوع.
صرخت سميرة في سعادة: مبروووك والله صبرتي ونولتي يا بنت الإيه
عوني: مبروووك عقبال البكاري
ضمتها رنا: مبروك يا شوشو ربنا يتمم بخير.
عوني: أومال فين أستاذ عادل عشان نبارك له ؟
- أنا أهو يا عوني
ضمه إليه بقوة قائلاً بفرح: ألف ألف مبرووك
سميرة: مبروك يا أستاذ عادل
رنا باسمة: ربنا يتمم بخير
عادل بإبتسامة سعيدة: الله يبارك فيكوا ، عن إذنكوا هأروح أبشر المدير
عاد عوني إلى مكتبه بعد مغادرة عادل.
سميرة: ودا حصل إمتى ؟
شيماء: يوم الخميس قالي أوصلك رفضت فقالي أنا كدا كدا رايح شارعكوا وكمان عمارتكوا بصراحة اتكسفت وبعد إلحاح قبلت وف الأخر لاقيته طالع معايا نفس الدور وداخل قابل بابا وكلمه.
سميرة: أووووبا دا شكله وقع ولاحدش سمى عليه.
دفعت شيماء بقطعة الشيكولاته في فمها: كُلي وإنتي ساكتة بقى
خاطبت رنا قائلة: مش هتاكلي من الشيكولاته يا رنوش؟ دي حتى حلاوة خطوبتي
سميرة: لا لا أنا لازم أحضر الخطوبة الشيكولاته ما تنفعنيش
شيماء: الخطوبة والفرح كمان
بدأت رنا في تناول الشيكولاتة وما إن مضغتها قليلاً حتى أصابها الغثيان فركضت مسرعة إلى الحمام.
شيماء متعجبة: هي مالها ؟
عوني ساخراً: تلاقيكي جايبه شكولاته رخيصة
سميرة وهي تلوكها في فمها: بالعكس دي طعمها تحفة
عوني: إنتي هتفرق معاكي مثلاً؟ دي لو منتهية الصلاحية هتاكليها
نظرت شيماء إلى العلبة: بس الصلاحية تمام وكمان دي من أشهر محل وماركتها معروفة
سميرة: سيبك سيبك ، تلاقيها واخده دور برد ولا حاجه.
       عادت رنا وهي في حالة من الإعياء الشديد ، اتجهت إليها شيماء بقلق: مالك ؟
رنا مطمئنة: ما تشغليش بالك ما اتغطتش كويس إمبارح مش أكتر
شيماء: تحبي تروحي للدكتور؟
رنا: لا لا مافيش داعي
شيماء: اللي يريحك ، سلمتك
رنا بإبتسامة باهتة: الله يسلمك.
دخل عادل قائلاً بجدية: يا جماعة في حاجه مهمة ولازم نتفق عليها.
عوني ضاحكاً: أنت بتتحول ولا إيه ؟
خاطبه عادل بجدية: وقت الشغل شغل
تنحنح عوني بحرج: أسف
عادل بجدية: في شركة هتدخل شراكة معانا ، ودي شركة أجنبية مقرها ف برلين ، ألمانية يعني ، وقررت تبعت وفد هنا عشان يشوف الشركة وطريقة الإدارة وسير الأمور.
شيماء متعجبة: وهما مالهم ومال الشركة ماشية إزاي؟
عادل بنفس النبرة: هما الناس دي كدا بتقرر إذا كانت هتتعامل مع الشركة ولا لأ من خلال طريقة وإسلوب الإدارة وكمان معاملة الموظفين وإذا كان الموظفين مرتاحين في الشركة ولا لأ وهكذا ، لإنه لو الموظفين مرتاحين في الشغل هيدوا أكتر ودا اللي هما عاوزينه.
سميرة: طب والمطلوب ؟
عادل: المطلوب حد يبقى مرافق للناس دي في جوالتها ف القاهرة ودا هيبقى لمدة أسبوع شاملين يوم الجمعة كمان لإنهم هيسافروا السبت الصبح ، وكمان الجولات هتكون في الشركة واللي بيتعلق بيها زائد جولات سياحية ، مين شايف نفسه قد المهمة دي ؟
سميرة منسحبة: لا أنا ما أقدرش ، ما ينفعش أسيب الولاد طول اليوم وكمان شكلي مش واجهه للشركة نهائي.
رفع عوني يديه: وأنا ما أقدرش ، مراتي الحمل مجننها ولو اتأخرت فمتو ثانية بتقلب الدنيا ما بالك بوفد ألماني وإحتمال يبقى فيه مزز دي هتقلب بطلاقي.
شيماء: أنت عارف يا عادل أنا ما أنفعش ، خطوبتنا كمان أسبوع ويدوب ألحق ، أنا كدا إحتمال ما أحضرش الخطوبة أصلاً  ههههههههه
ثم أضافت بجدية: ولا أنت تنفع يا عادل ، بليز إحنا خطوبتنا يوم الجمعة أساساً.
توجهت النظرات إلى رنا فقالت بإستسلام: خلاص أنا موافقة بس ما تبصوليش كدا.
عادل باسماً: أنا مش عارف لولا إنك معانا كان حصل إيه
شيماء: أه والله ، كل ما نتزنق ما نلاقيش غيرها وهي مش بتتأخر.
رنا بتردد: بس اللي هيجي الشركة دا لوحده يعني ؟
عادل: مندوب من الشركة الألمانية
رنا: أيوه يعني أنا هأبقى معاه لوحدي ؟
عادل بحيرة: في شخصيات بتحب تاخد الزوجة معاها بس مش عارف دا هيحصل المرة دي ولا لأ
رنا: ما أنا مش هأقدر أكون لوحدي معاه
عادل معاتباً: دا على أساس إني هاسمح بكدا ؟
شيماء بحيرة: طب هنعمل إيه ؟
عادل مفكراً: أنا بأفكر حد يروح معاها ع الأقل أول مقابلة دي ولو طلع معاه مراته ولا حبيبته يبقى رنا اللي تكمل.
سميرة: بس أديك شايف ماحدش مننا فاضي

عادل: ممكن أخلي حد من الإستقبال ، ما أعتقدش إنه وراهم شغل كتير وكمان يبقوا واجهه للشركة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق