(44)


صرخ في وجهها بقوة: هو أنا مش قولت مافيش خروج ؟ ، وإنك تفضلي معاهم وبلاش تهور ؟؟
ديما: والله أنا حرة
باسل بغضب: لا مش حرة يا هانم ، إنتي فاهمة اللي إنتي عملتيه دا معناه إيه ؟
كريم مهدئاً: خلاص يا باسل براحه مش كدا !
باسل وغضبه في إزدياد: براحه !!! ، وهو نعيم هيسمي عليها ولا يقول براحه لو حب يعمل فيها حاجه ؟
ديما بكبرياء: ما يقدرش يعملي حاجه وأنا في بيته مش هيودي نفسه في داهيه
باسل صارخاً: بس حضرتك باللي عملتيه دا كأنك بتقوليله أنا عارفة لعبتك وأهي خطتك فشلت وما قدرتش تأذيني ، فكرك هيسكت بعدها ؟
مريم متدخلة: طب هو مش أنتوا قبضتوا على المجرم خلاص ؟
كريم مفسراً: أه قبضنا عليه بس لسه ما اعترفش على نعيم أو غيره يعني لسه نعيم لحد دلوقتي برئ لإنه مافيش حاجه تثبت إنه ورا حاجه من اللي حصلت دي.
باسل لديما: يعني حضرتك حطتينا في خانة الخطر
ديما بعصبية: لو حضرتك خايف على نفسك أوي كدا ممكن تطلع من خانة الخطر دي ، أنا ما طلبتش منك حاجه
باسل محاولاً أن يهدأ: إنتي عارفة كويس إني مش خايف على نفسي ، أنا خايف عليكي إنتي وكمان على مريم ومامتها وأي حد قريب منك.
كريم: الخوف إنه يفكر يأذيكي تاني وتيجي في حد غيرك زي ما حصل مع مريم.
والدة مريم بفزع: لا لا ربنا يستر
صمتت ديما فهي تعلم صدق قولهم.
مريم: وإحنا هنفضل في الفندق هنا ؟
باسل: هتباتوا هنا الليلة دي بس ، لكن بكره تقدروا ترجعوا الشقة
والدة مريم بقلق: وهي هتبقى أمان؟
كريم مطمئناً: أنا حطيت حراسة على الشقة ما تقلقيش
نطقت ديما بعد فترة من الصمت: طب واللي قبضتوا عليه حصل في إيه ؟
كريم: رامي دلوقتي في القسم بيتابع معاه
والدة مريم بتردد: هما كدا هيسبوا محمد ؟
كريم: لو اعترف إنه هو اللي هجم عالشقة قبل كدا أو عارف اللي هجم قبل كدا خلاص هيخرجوا محمد
مريم: يعني مافيش حاجه تانية ؟
باسل: لا أكيد في ، إنتي هيطلبوكي عشان تحاولي تتعرفي عليه وكمان البواب وحسب كلامكوا كمان هيتحدد.
والدة مريم: خير كل اللي يجيبه ربنا خير
-----------------
اصطف عدد من المجرمين في صف واحد ، من بينهم الشخص الذي قبض عليه منذ عدة أيام.
أدخل الضابط حارس البناية في البداية وانتظرت مريم برفقة والدتها في الخارج ومعهما باسل والمحامي.
في غرفة الضابط ...
الضابط بقوة: ركز كووويس واعرف مين فيهم اللي عمل كدا على مهلك
حارس البناية بقلق: حاضر يا باشا
مر أمامهم ببطء ، يدقق في ملامح كل فرد منهم ، فهو يعلم أن بيده حرية إنسان.
بعد قليل قال بخيبة: مش عارف يا باشا
الضابط بصوت عالي: مش عارف إيه ؟ ، أنت هتستعبط ؟
حارس البناية بتوجس: يا باشا الدنيا كانت ليل وكان حاطط بتاعه فوج راسه ماعرفتش أشوف ملامحه كويس ودي روح ما أجدرش أشيل ذنبها ليوم الجيامة يا باشا
زفر الضابط بقوة: خلاص أخرج بس خليك مستني شوية بره.
ثم أمر العسكري أن يحضر المجني عليها.
دخلت مريم بمفردها تحاول السيطرة على إرتعاش جسدها.
الضابط بهدوء: اتفضلي شوفيهم وحاولي تتعرفي على اللي هجم عليكي ليلة الحادثة.
جالت بنظرها على وجوههم بتروي ، محاولة التركيز والتذكر.
ولكن لم تستطع الوصول لنتيجة ، حالها كحال حارس البناية لا تستطيع إتهام شخص جزافاً.
بعد أنتهاء العرض دخل المحامي ليرى النتيجة.
الضابط: لا البواب ولا الأنسة قدروا يتعرفوا عليه
المحامي بقلق: ليه ؟
مريم بإرتباك: كان حاطط ماسك ما شوفتوش
الضابط: والبواب شافوه وهو حاطط الكاب بتاع الجاكت
مريم: حضرتك عرضت عليا ناس بملامحهم لكن أنا ما شوفتش ملامح
المحامي مفكراً: هو ما ينفعش نلبسهم كاب الجاكت أو قناع ؟
الضابط بتفكير: هأحاول بس ما أوعدكش
المحامي: طب يا ريت دلوقتي ، حضرتك عارف مش كل يوم هنعرض الأنسة مريم للضغط دا.
نظر الضابط إليها مشفقاً: خلاص نص ساعة والعرض يجهز مرة تانية وأنا كدا كدا موقف البواب بره
صافح المحامي الضابط شاكراً: متشكر جداً لتعب حضرتك
الضابط: دا شغلي يا متر
خرجت مريم برفقة المحامي ، سأله باسل عن الأخبار فأخبره بما حدث وقرروا الأنتظار.
--------------
تفاجأت ديما عندما سألت عن نعيم لتجد أنه قدم استقالته في الصباح الباكر حاملاً أغرضه وترك الشركة قبل أن تصل.
إذاً فلقد فهم أنه تم كشف أمره.
أيخاف من اعتراف ذلك الرجل عليه ؟ ... ولكن التحقيقات لم تجدي نفعاً معه ، فهو لم ينبس ببنت شفة حتى الآن.
قد يكون على معرفة بعدم صمود حليفه لمدة زمنية طويلة.
لقد أصاب باسل حقاً في قلقه وخوفه من تصرف نعيم بعد تصرفها الطائش.
شعرت بالخوف يتملكها ، ليس عليها فقط ولكن على من حولها أيضاً.
-----------
تكرر المشهد مرة أخرى ولكن يزيد عليه إرتداء المشتبه بهم غطاء الرأس الخاص بالمعطف.
دقق بهم حارس البناية بلا نتيجة ، وتكرر المشهد مع مريم بلا جدوه.
دخل المحامي وجلس أمام الضابط برفقة مريم وحارس البناية ، وما زال صف العرض واقفاً.
قال الضابط بإحباط: مافيش فايدة ، مش قادرين يتعرفوا عليه.
المحامي بقلق: بردو ؟
مريم: مافيش حاجه مميزه ، أنا مش فاكره حاجه وأصلاً ما شوفتش وشه ، وكلهم شبه بعض.
الضابط: كدا مع الأسف مافيش بإيدي حاجه تانية أعملها ، هنضطر نقفل المحضر.
كان حارس البناية يجلس على مقعد جانبي ، يعيد نظراته بين المعروضين ذهاباً وإياباً ، لم يلحظ ذلك أياً منهم ولم يهتموا ، حتى ذلك الواقف بصمت الذي احتلت إبتسامة ساخرة شفتيه بلا إرادة منه لتظهر صف من الأسنان بشعة المنظر ولكن يخترقها بريق غريب.
صرخ الحارس قائلاً: هو دا يا باشا !!!
نظر إليه الضابط بقوة: قصدك مين ؟
أشار إلى الشخص المقصود قائلاً بإصرار: هو دا يا باشا
سأله الضابط: أنت مش قولت إنك مش قادر تعرفه؟ وإنك ما شوفتش وشه؟
أومأ الحارس إيجاباً: بس كنت ناسي حاجه مهمة
ضيق الضابط حدقتيه بترقب: إيه هي ؟
الحارس: أنا أه ما شوفتش خلجته بس لما رميت السلام جعد يبرطم بكلام ما فهمتوش واصل.
الضابط بضيق: يعني هو دلوقتي اللي اتكلم ؟
هز الحارس رأسه: لا يا باشا ، بس لما اتكلم وأنا ما فهمتش كلمة بصيت عليه عشان أعرف إذا كان ف وعيه ولا لأ.
الضابط بملل: ولقيت إيه ياخويا بقى ؟
الحارس بفخر: شوفت ف بوجو سِنه فضة بتلمع ولما ابتسم دلوجتي شوفتِها.

عند الجملة الأخيرة ظهر الذعر على وجه المتهم فتأكد الضابط من صحة قول الحارس. 


0 التعليقات:

إرسال تعليق