(37)
-يا نهار مدوحس !
هكذا عقبت ميرنا على حكاية ديما بما أخبرها به
الساعي ، ضحكن جميعاً على ردها.ماري ضاحكة: يا بنتي أنا طول عمري معاكي وما سمعتش
الكلام دا قبل كدا ، مدوحس مين بس !رنا: تلاقيها كانت بتنزل تلعب مع الولاد ف الشارع
من وراكي
ميرنا بغيظ : طب ممكن نركز في المفيد وتسيبكوا من
التعليقات على كلامي شوية
ماري: أنا ماكنتش حابه أقولها بس ... ، أنا
قولتلكوا من الأول إني مش باستريح للراجل دا
هدى: مش مهم تستريحي ولا لا ، المهم إن دي كلها
شكوك مش يمكن ظلمناه ؟ديما: أنا فكرت ف كدا بردو بس مش عارفة اتأكد إزايرنا: بصي إحنا هنفتح عينينا أكتر ونركز عليه أكيد
هنلاقي عليه حاجهميرنا بإستنكار: يا بنتي اللي زي دا بيفكروا ف
الخطوة 100 مرة قبل ما يعملوها
مريم: لا رنا معاها حق ، أكيد هيغلط دا بشرهدى: مافيش جريمة كاملة ، وماحدش كامل
والدة مريم بتردد: يعني كدا في إحتمال كبير يكون
محمد برئ
رنا مترددة: إحتمال أه وإحتمال لا
والدة مريم: إزاي؟رنا: يعني ممكن يكون برئ وإنه إتدبس ف الحكاية دي
و ممكن بردو إنه يكون هو عمل كدا
ماري: أنا بأقول خلونا نوسع دايرة الشكوك عشان
نفكر صحمريم: وأنا معاكي ، واحدة واحدة أكيد هنوصل
هدى: طب نبدأ بسؤال بديهي ، لو ديما المقصودة ...
مين اللي ليه مصلحة في إنه يجرالها حاجه أو تتأذي ؟
ديما: أنا ماليش حد
سألتها مريم: إنتي لسه على ذمة باسل ؟أومأت ديما: أيوه ، أنا طلبت الطلاق وأختفيت ولو
كان طلاقني أكيد كانت الورقة هتوصلي
هدى بتفكير: وهو كان عارف مكانك ؟ديما: أنا ما سافرتش كوكب تاني ، أستاذ نعيم كان
عارف مكاني عشان كدا لما احتاجني قدر يوصل ليماري: يبقى باسل المستفيد الأول من موتك –
بعدالشر-
مريم: فعلاً ، مراته وهو اللي هيورثها لإنها
مالهاش حد
هدى: هو مش عنده فلوس ؟ ، إيه الجشع دا ؟ماري: وهو اللي يتجوز واحدة زي بوسي دي هيقدر
يلاحق على طلباتها ؟ديما متذكرة: هو بيمر بأزمة كمان عشان كدا باع جزء
من نصيبه في المنتجع اللي أنا أخدته
ماري: طب أديكي قولتي يبقى كل الأسباب عنده
ديما: لا لا لا باسل عمره ما يعمل كدا ولا حتى
يفكر ف كداميرنا: أكيد الشيطانة بوسي بتقعد توسوس ف دماغه مش
من نفسه يعنيماري: بطلي قلبك الطيب دا ، وبعدين إحنا بنحط
إحتمالات مش أكتر
رنا: هو كان يعرف إنك مش هتسافري صح؟ديما: أيوه بس بعدها كلمني شادي وقولت خلاص جايه
فأكيد قاله يعني
ميرنا: وكمان لما روحنا كان باين عليه إنه عارف
إننا جايين ما إتفاجئش يعني
رنا: خلاص يبقى خليه على جنب ونكمل
والدة مريم: طب لو كان هو فعلاً إيه دخل محمد ؟ميرنا بسخرية: ما هو اللي زي محمد عايزين فلوس بأي
شكل واللي يعمل كدا يبقى عايز اللي من نوعية محمدلكزتها ماري بقوة في ذراعها: معلش يا طنط هي ما
تقصدشميرنا بندم عندما رأت الحزن على وجه الأم: سوري يا
طنطوالدة مريم: ما هو إنتي معاكي حق يا بنتي ما أقدرش
اتكلمهدى: ممكن نرجع نركز ف الموضوع
ثم أضافت موجهة حديثها لميرنا: وياريت نلم لسانا
دا شوية
مريم: طب أستاذ نعيم دا ، هيستفاد إيه من أذى ديما
؟ماري بحيرة: مش عارفة
ميرنا: هو إحنا ليه متأكدين إنه في حد عايز يقتل
ديما؟ماري بسخرية: أصل مريم فضلت يومين ف العناية بتغير
جو مش في حالة خطر ، كانت عجباها أنبوبة الأكسجين أصل هواها نقيميرنا: ماااشي ، بس إفتكري إنه ضربها عشان يسكتها
وبالسكينة اللي هي جابتها
رنا: وهو ما سرقش حاجه ، يعني لو حرامي ووصلت معاه
لحد هنا ما سرقش بالمرة ليه ؟ديما: يبقى أكيد حركة للتخويف ، أو زي ما بيقولوا
لوي دراعهدى بحنق: بردو لفينا ودورنا ورجعنا لنفس السؤال !أكملت رنا: ليه ؟وأضافت مريم: ومين ؟ماري: يبقى كدا قدامنا أستاذ نعيم وباسل ، دول
اللي الشك عليهم وطبعاً محمد ديما: عايزاكوا تفتحوا عنيكوا أكتر من الأول
وهنستنى ونشوف مش بيقولوا الصبر مفتاح الفرج
ماري: وأنا هأخلي شريف يفتح عينه كمان لإنه بيشتغل
تحت إيد أستاذ نعيم ومش بعيد ياخد باله من حاجهقالت ديما لوالدة مريم باسمة: على فكرة يا ماما ،
أستاذ نعيم جابلك تصريح بالزيارة عشان تقابلي محمد زي ما كنتي عايزة
والدة مريم بسعادة: بجد ؟ ، ربنا يكرمك يا بنتي
ديما: بس كان عندي طلب
والدة مريم: إتفضلي يا بنتيديما: يا ريت تسألي محمد إيه اللي حصل وجه الشقة
ليه يوم الحادثة وتتأكدي إنه بيقول الصدق مش بيكدبوالدة مريم: من عنيا ، أنا كدا كدا كنت هاسأله
ماري: يا رب نعرف حاجه تدلنا على بداية الطريقنهضت الأم قائلة : أنا عملت مهلبية بقى إنما إيه ،
تستاهل بؤكوا ، ثواني وأجيبهاهدى: ما تتعبيش نفسك يا طنط
ماري: الله مهلبية ، أنا بأحبهاميرنا: يا بت إنتي طفسة على طول كدا ، قبل الجواز
وبعد الجواز إيه مافيش فايدة ؟هدى: تلاقيها خاربة بيته ومفلساه من واحد في الشهرماري: افضلوا قطموا فيا كدا لحد ما تسدوا نفسيمريم ضاحكة: أهو دا اللي لا يمكن أصدقه أبداً !غرقن في الضحك وتبادل المزحات ، فالخروج من الضغط
والجو المشحون لفترة بداية الطريق لحسن التفكير وصفاء الذهن.---------------استقبلتها نادية على الباب متسائلة: هو علي فين ؟أجابتها رنا بلا مبالاة: راح مع الولاد يجبلهم
شوية لعب ، أصلهم شبطوا فيه
أومأت نادية وهي تعض على شفتيها لتكتم وجعها ،
نظرت إليها رنا ولكنها لم تعلق ثم انصرفت إلى غرفتها.بدلت ملابسها وأدت فريضتها وخرجت تعد الطعام ،
شاهدت نادية تمسك برأسها مستندة على أحد الكراسي وعلى وشك فقدان الوعي.اقتربت منها بسرعة واسندتها لتجلس ، جست رأسها
لتجد حرارتها مرتفعة.صاحت رنا بفزع: دا إنتي مولعة ! ، وساكتة على نفسك
إزاي كدا ؟نادية بضعف: شوية وهأبقى كويسة
رنا بعصبية: شوية إيه بس ، أنا هأكلم علي يجيب
دكتور ويجي كدا مش هينفع
لم تهتم لإعتراضات نادية الواهنة ، أخبرت علي فلم
يتأخر وقدم برفقة الطبيب والأولاد.ما بين إتصالها به ووصوله برفقة الطبيب ، كانت رنا
قد اصطحبت نادية إلى الحمام وساعدتها في الإستحمام بالماء البارد لتخفض حرارتها
وأرقدتها على الفراش بانتظارهما.فحصها الطبيب وطمأنهم قائلاً: دور برد بس شديد
شوية ، كويس إن حضرتك حطتيها تحت مايه ساقعة دا هيساعد في نزول الحرارة أسرع ، بس
لازم راحة أسبوع ، ودي الأدوية اللي هتجيبوها ولازم تاخدها بانتظام ، إحتمال كبير
تسخن تاني فياريت حد يفضل جنبها ويعملها كمدات ، اتفضل الروشته أهي يا أستاذ علي
تناولها علي وهو ينظر إلى نادية بتردد ، فهمت رنا
نظراته فقالت : روح وصل الدكتور وجيب الدوا وأنا هأفضل جنبهاتنهد علي بإرتياح وذهب لينفذ ما قالته رنا.أطمئنت رنا بأنها تغط في النوم فذهبت إلى المطبخ
لتصنع بعضاً من شوربة الخضار لتساعدها على التحسن ، عاد علي وإتجه إليها في المطبخ
بعد أن وجد الحجرة فارغة إلا من نادية.- أنا جبت الدوا وسيبته على الكمودينو جنب نادية- طيب- إنتي بتعملي إيه ؟- بأعمل شوربة خضار عشانها و بأسخنلك الأكل أنت
والولاد
- طيب ، هأروح أنادي الولاد
وضعت لهم الطعام وتناولت صينية عليها طعام نادية
واتجهت إليها لتجدها تتقلب في الفراش ، عاونتها على الجلوس بطريقة مريحة وبدأت
تطعمها فهي لا تستطيع التحكم في رعشة يدها.حل الظلام ورنا جالسة بجوار نادية تقوم بتمريضها
وتضع الكمادات على رأسها لتخفض الحرارة.اقترب علي منها وسألها هامساً حتى لا يزعج نادية :
عامله إيه دلوقتي ؟- حرارتها لسه عالية ، شكلها هتاخد وقت عشان تنزل
- تمام ، بس أنا عندي شغل الصبح مش هأعرف أقعد
جنبها ومش هينفع أخد أجازة
أعلنت بجدية: أنا هأقعد جنبها
سألها مندهشاً: إيه ؟- أصلاً أنت مش هتعرف تاخد بالك منها لو قعدت ، هاخد
أنا أجازة مش مهمأضافت بهدوء قبل أن يتكلم: وأنت نام في أوضتي عشان
ما تتعديش منها
سألها علي مبتسماً بخبث: خايفة عليا ؟أجابته بجفاء ولا مبالاة: أنا مش هأفضل اشتغل
ممرضة طول عمري عشان هي تخف وأنت ترقد مكانها
شعر بالصدمة فدائماً كانت تستغل أي فرصة لتعبر
فيها عن حبها له ، هل فعلاً أصبحت لا تبالي؟ أم لم تعد تحبه كسابق عهدها ؟ ، دخل
غرفتها والأسئلة تدور في رأسها ، رقد على فراشها يتلمس رائحتها بين أغطيته
ووسائده.لقد اشتاق فعلاً لعبيرها ، هي حب حياته ولكن
إهمالها تجاهه أبعده عنها لاجئاً لأقرب إهتمام والذي وجده لدى نادية ، هل ظلمها
وظلم نفسه أم كان محقاً فيما فعل ؟ ، استغرق في النوم أخيراً وقد أرهقه التفكير.كانت رنا على الجهة الأخرى تجلس ممسكة بالمصحف
تتلو أياته وتدعو لها بالشفاء ثم تتركه لتغير الكمادات وبعدها تعود لتلاوة القرأن
وهكذا حتى أتى الصباح.استيقظت نادية بوهن لتجد رنا جالسة على المقعد بجوارها
نائمة دون أن تشعر بأن سلطان النوم قد غلبها ، شعرت بالشفقة على حالها وحدثت نفسها- هو إنتي إزاي كدا ؟ ، أخدت جوزك منك وقلبت حياتك
وكنت سبب ف قهرتك ، نكدت عليكي ، طعنتك في أنوثتك بجوازه مني وبكلامه عني ، كل دا
وإنتي اللي تقعدي جنبي تراعيني وتعمليلي أكلي بإيدك ؟ ، معقولة أكون ظلمتك ؟ ،
أكون غلطت في حقك وحق ولادك بدخولي ف حياتكوا
أفاقت من شرودها على صوت حركة رنا ، سألتها رنا
مبتسمة: أحسن دلوقتي ؟- الحمدلله
- طب يلا خدي الدوا دا عقبال ما أروح وأحضرلك
الفطار- لا ما تتعبيش نفسك ، أنا هأقوم أحضره وبعدين
ألبس وأنزل- لا لا مافيش نزول الدكتور قال راحة أسبووووع
- بس أنا بقيت كويسة- أنا قولتها كلمة ، كلام الدكتور هيتنفذ بالحرفقالت رنا جملتها الأخيرة قبل أن تغلق الباب خلفها
دون أن تلحظ الندم على وجه نادية.

0 التعليقات:
إرسال تعليق