أدخلتها ديما إلى غرفتها لتتمدد على
سريرها وتنال قسطاً من الراحة ، من ثم أرشدت والدة مريم إلى غرفتها هي الأخرى.
والدة مريم: ماكانش في لزوم للتعب دا
كله يا بنتي
ديما: كدا يا ماما ؟ ... شكلك عايزة
تزعليني منك
- هو أنا أقدر
- خلاص يبقى بلاش الكلام اللي بيعمل
بينا تكليف دا
- حاضر يا حبيبتي
- يلا ادخلي ارتاحي شوية
- لا ، أنا هأروح أعمل شوربة لمريم
- ماشي يا ست الكل المطبخ عندك واعملي
اللي يريحك وأنا هأنزل عشان ورايا شغل في الشركة
- طب ما ترتاحي إنتي كمان شوية إنتي
بقالك 10 أيام ف المستشفى معانا ما ارتحتيش
- ما تخافيش عليا أنا زي الفل ، بس
لازم أروح الشركة عشان الشغل ما يقفش
- ربنا يعينك يا بنتي
- أيوه أنا عايزة الدعوات الحلوة دي
قبلت ديما يدها قبل أن تنصرف ملقية
التحية عليها وعلى مريم ، ظلت تدعو لها الأم قبل أن تبدأ بتحضير الشوربة التي أخذت
بعضاً منها إلى مريم.
- كفاية يا ماما شبعت
- هو إنتي كلتي حاجه لسه ؟
- يا ماما حرام عليكي دا تاني طبق
شوربة اشربه
- ولو المفروض تخلصي الحلة كلها
- هو أنا والدة يا ماما عشان كل دا
- يا رب يا حبيبتي أشوفك أم وأرعاكي
بعد ولادتك
- ههههههههههههه إنتي غاوية تعب ليه ؟
، نفسي أفهم
- وهو دا يبقى اسمه تعب ؟ ، دي فرحة
تانية
لم تعلق مريم أكثر من ذلك على حديث
والدتها ، فهي بعد معرفتها بخطوبة كريم أخرجت موضوع الزواج من رأسها ، ولكنها
أحياناً تشتاق للأمومة ، تركت الموضوع جنباً فهو سابق لأوانه وليس هناك عريس بالأنتظار
لتقرر أتتزوج أم لا.
---------------
-هاتي البريد و اطلبي لي نسكافيه بلاك لو سمحتي
أومأت السكرتيرة بطاعة وانصرفت تنفذ ما
أُمرت به ، باشرت ديما عملها وتصفحت الملفات التي أمامها.
دخل الساعي مقدماً النسكافيه ، وقع
نظرها على يده صدفة فسألته بقلق: إيه اللي في إيدك دا يا عم إبراهيم ؟
ألقى نظر على يده قبل أن يجيب: دا حرق
بسيط يا ديما هانم
سألته بإستنكار: بسيط إزاي؟ ، أنت مش
شايف شكله ؟
إبراهيم بإبتسامة باهتة: ولا يهمك يا
ست هانم ، عادي
- عادي؟ ... طب دا حصل إمتى وإزاي؟
- تقريباً أخر مرة جبت فيها لحضرتك
القهوة
- يعني أنا السبب ؟
أسرع نافياً: لا لا ، دا أستاذ نعيم
خبط فيا وأنا جايب القهوة السخنة لأستاذ فؤاد
رفعت رأسها بقوة عندما سمعت اسم نعيم
فطلبت منه مهدئة أعصابها: طب احكي لي اللي حصل بالتفصيل
استغرب من إهتمامها الزائد بالموضوع
ولكنه قطب حاجبيه محاولاً التذكر: اللي فاكره ، إني بعد ما جبت القهوة لحضرتك خرجت
عشان أجهز القهوة لفؤاد بيه عشان طلبها مني ...
*****
خرج إبراهيم من غرفة ديما وهم بغلق
الباب ، قابله فؤاد وهو يدخل إلى مكتبه الملاصق لمكتب ديما وأمره :
- وحياتك يا عم إبراهيم ، إعملي فنجان
قهوة دبل لأحسن عندي شغل كتير ومافيش تركيز
أشار إبراهيم إلى عينيه قائلاً: من
عنيا يا أستاذ فؤاد ، ثواني وتكون على مكتبك
انصرف إبراهيم ليعد القهوة وترك الباب
شبه مفتوح ...
عاد بعد أن جهز طلب فؤاد ليقدم إليه
القهوة ولكنه إصطدم بنعيم بشدة فوقعت القهوة على يد إبراهيم الممسكة بالصينية.
نعيم بإرتباك: معلش معلش يا عم إبراهيم
أجابه إبراهيم مبتسماً رغم ألمه: ولا
يهمك يا أستاذ ، جت سليمة
ثم أضاف ناظراً إلى باب مكتب ديما حيث
كان نعيم قادماً من إتجاهه فسأله بعفوية: هي ديما هانم لسه جوا ؟
رد عليه نعيم وإرتباكه يزداد: أه ،
بتسأل ليه ؟
هز إبراهيم كتفيه: أصل كان شكلها تعبان
أوي فقولت أكيد هتروح بدري
أجابه نعيم: أه ما هي شوية وهتمشي
شعر نعيم أنه أصرف في الكلام مع الساعي
فأعتذر منه منصرفاً: عن إذنك بقى ، لأحسن ورايا شغل
إبراهيم: اتفضل يا أستاذ نعيم ، تحب
أعملك قهوة ؟
نعيم: لا لا لا ، متشكر مش عايز حاجه
تابعه إبراهيم حتى أختفى مستغرباً
تصرفته ولكنه نظر إلى الصينية متجهاً إلى المطبخ مرة أخرى ليعد قدحاً من القهوة
غير الذي سُكب عليه وأحرق يديه.
*****
علقت ديما مفكرة: يعني لما خبطت ف
أستاذ نعيم كان جاي من ناحية باب المكتب بتاعي ؟
أجابها: أه تقريباً
بعد عدة دقائق سألها قبل أن ينصرف:
تؤمريني بحاجه تانية يا ديما هانم ؟
نظرت إليه كأنها تفاجأت بوجوده فقد
انشغلت بأفكارها الخاصة ، أفاقت قائلة بإبتسامة: سلمتك يا عم إبراهيم ، بس إبقى
روح المستشفى عشان تشوف الحرق دا والعلاج والكشف على حسابي
إبراهيم متحرجاً: والله ما له داعي
التعب دا يا ديما هانم
أشارت له محذرة: هتسمع الكلام من سكات
، كفاية إني ساكتة على كلمة هانم دي وأنت قد بابا -الله يرحمه-
إبراهيم بحزن: الله يرحمه
ديما: خلاص تروح ع المستشفى وتبقى
تطمني قالك إيه ، ماشي؟
سعد إبراهيم لإهتمامها به ، فقد أشعرته
بأنه بشر وعاملته كإنسان وليس كمجرد ساعِ يعمل لديها ، انصرف داعياً لها بقلبه بكل
ما تشتهي الأنفس.
شردت هي في أفكارها وضيقت عينيها
بتركيز محدثة نفسها: بقى الأستاذ نعيم ممكن يكون ورا اللي حصل ؟ ، ربنا يستر ،
شكله موضوع كبير أوووي.
------------
لمح والده يدخل عليه غرفة المكتب
بالفيلا فأنهى المكالمة التي بين يديه وإلتفت إليه قائلاً بإبتسامة: منور يا مراد
باشا
بدأ مرام الحديث فوراً بدون مقدمات:
ماكلمتش مراتك ليه من ساعة ما جيت من السخنة ؟
سأله مستغرباً: مراتي مين ؟
أجابه بسخرية: بوسي ، مش دي مراتك بردو
ولا إيه ؟
- وأنت من إمتى بتعترف إن بوسي مراتي ؟
- أنا ماليش حق أعترف ولا ما اعترفش دي
حقيقة ، كل ما هنالك إنها مش داخلة دماغي
- طب وإيه اللي جد ؟
- أنا اللي المفروض أسألك السؤال دا ،
إيه اللي جد ؟ ، مش دي اللي فضلتها على ديما وكنت طاير بيها ؟
- غلطت
رفع مراد حاجبيه متعجباً: وإيه اللي
غير رأيك ؟ ، هو أنت عمرك غلطت ؟
زفر باسل بضيق: مش عارف ، مابقيتش
طايقها ولا عايز أسمع صوتها
- ودا من إمتى ؟
- من ساعة ما ديما ظهرت تاني قدامي
- باسل ، ماينفعش اللي أنت بتعمله دا !
، أقعد مع نفسك وفكر كويس وحدد أنت عايز مين
- طب مش يمكن تطلع ديما ؟
- يبقى تسيب بوسي
- وإفرض ديما رفضتني بعد ما سيبت بوسي بردو
نهض مراد غاضباً وصاح به: هو أنت لازم
تكون جنبك واحدة ست يعني؟! ، بتحب ديما يبقى تسيب التانية تشوف حياتها وتلاقي اللي
يحبها بغض النظر ديما قبلتك ولا لا ، ما تظلمش واحدة عشان أنانيتك ، فكر ف غيرك
شوية ، مافيش غير أنا أنا أنا في حياتك !؟! ، صدقني كا ما أفكر فيك وفتربيتك وأشوف
تربية شهاب –الله يرحمه- لديما باتحسر على نفسي ، ديما دي اللي قبلت تشاركك عشان
أنا طلبت منها كدا !
حدق به مصدوماً: إيـــــه ؟؟؟
تنهد الأب: زي ما بأقولك ، اليوم اللي
عرفت فيه إنك عايز شريك ورفضتني أدخل معاك شراكة كلمت في ديما ...
*****
خبعت نظاراتها الشمسية بعد أن استقرت
في مقعدها أمام طاولة في أحد المقاهي ، بدأ مراد حديثه بسؤالها: تحبي تشربي إيه ؟
-كوكتيل
طلب لها ما أرادت وقال: أنا عارف إنك مستغربة
إني طلبت أقابلك
-بصراحة أيوه ، أنا كنت لسه معاك
إمبارح إيه اللي جد ؟
-باسل بيفكر يبيع جزء من نصيبه في
المنتجع ودا كان حلم حياته
-إيه ؟؟ ، ليه ؟؟
-تقدري تقولي ما قدرش يحدد الوقت الصح
اللي يدخل فيه المشروع دا ويأسسه فحصل عنده عجز ف السيولة ومحتاج فلوس فوري عشان
يقدر يشتغل وإلا هيخسر كل حاجه ، ومش موافق إني اساعده
-هو لسه مصمم ينفصل عنك في الشغل
تماماً ؟
-أه يا ستي ، راسه ناشفة ، حتى مش عايز
يدخلني شريك معاه ف المنتجع ورافض أي حاجه من نحيتي
-طب وأنا أقدر أساعدك ف إيه يا بابا ؟
-يا ريت يا ديما تشتري إنتي نصيبه اللي
عايز يبيعه
-أفندم ؟!
-دا حلم حياته وإنتي عارفة كدا كويس ،
وأنا خايف لو حد غريب اشتراه ما يرجعش يبيع نصيبه تاني لباسل فيخسر جزء كبير من
حلمه
-بس أنا مش بأفكر اشتغل ف السياحة
وكمان مش بافهم فيها
-عشان خاطري يا ديما ، يهون عليكي حلمه
يروح منه ؟ ، وإذا كان ع الخبرة فدي مع الوقت
-هو هيقبل يشاركني ؟
-دي بقى مهمتك إنتي ، حاولي معاه لو ما
قدرتيش يبقى كتر خيرك ومش هأضغط عليكي أكتر من كدا
تنهدت بقوة مستسلمة: حاضر
*****
-وليه ما قولتليش دا من الأول
-وأقولك ليه ؟ عشان ترفض ؟ ، شوف هي
بتعمل عشانك إيه من غير ما تفكر ف رد فعلك تجاه اللي بتعملهولك ولا إذا كنتوا
هترجعوا لبعض ولا لأ وأنت بتفكر بالطريقة دي ، خسارة ... بجد يا خسارة
تركه والده وهو يقلب كفيه على الحال
الذي وصل إليه ولده ، جلس باسل يفكر في كلام والده بجدية ، فلو خُير من منهما
سيختار؟.
0 التعليقات:
إرسال تعليق