(40)
دخل وأغلق الباب خلفه مقترباً منها ، نظرت إليه
ديما وسألته: أنت إيه اللي جابك هنا ؟- حبيت اتكلم معاكي ، ومعاد الشركة كان فات- ما اعتقدش إن في حاجه مشتركة بينا عشان نتكلم
فيها
- يمكن بيتهيألك بس- بجد ؟ ...
- أه ... مالك مستغربة كدا ليه ؟- وما استغربش ليه ؟
اقترب منها أكثر ببطء شديد وعيناه تلمعان ببريق
غريب لم تستطع فهمه ، قال متمهلاً: عشان حاجات كتير
لم تشعر به إلا وأنفاسه تلفح وجهها فأغمضت عينيها
مترقبة الخطوة التالية.همس في أذنها: شعرك أحلى لما بيكون مفرود
حل شعرها من قيده متابعاً: ما تعمليش كدا تاني
تمتمت بصوت خافت محاولة السيطرة على مشاعرها: أصلي
كنت بأطبخ فما كانش ينفع أسيبه
- ليه يعني ؟- أخاف شعري يقع في الأكل
- هما يطولوا ؟ ، دا هيبقى شهد مش أكلعادت ديما لرشدها بعد عناء وفتحت عينيها بتأني ،
رأت في عينيه نفس النظرة التي لم تستطع فهمها وقالت بريبة: ودا من إيه دا ؟نظر إليها مستغرباً: هو إيه دا ؟- الكلام اللي أنت بتقوله ، عمرك ما عملتها يعني
- كنت غبي أعمل إيه بقى؟
- لا يا شيخ ؟- تصدقي أه
دفعته بعيداً عنها وسألته بحزم: جاي ليه ؟شعر بالصدمة من تصرفها فدائماً كانت تتمنى أن
يشعرها بإهتمامه وحبه ، كانت أقل كلمة ولو كانت بدون إحساس حقيقي منه تسعدها ولكن
الآن تدفعه بكل برود وتسأله عن سبب مجيئه.أفاق من أفكاره على صوتها الفزع وركوضها مسرعة:
الأكل !
لحق بها بعد أن استوعب ما حدث ، استند إلى الباب
وتابعها أثناء إعداد الطعام وسألها باسماً: اتحرق ولا لحقتيه ؟أجابته متنهده براحه: لا الحمدلله لحقته
- تعرفي إنه بقالي كتير ما كالتش من أكلك ؟
ما زالت مديرة ظهرها إليه بحجة متابعة الطعام
وأجابته بلا مبالاة: عادي ، كل الأكل زي بعضه
تجاهل جملتها الأخيرة واعتدل في وقفته وقال بحماس
شديد: أنا هأكل إنهارده من أكلك ، أصلاً وحشني أووي
نظرت إليه بطرف عينها وسألته بتروي: أنت ناوي تقعد
للغدا ؟لاحظ توترها فسألها مخفياً إبتسامته: أه ، عندك
مانع ؟تركت ما بيدها وإلتفتت إليه مقطبة الجبين وسألتها
بجدية: أنت إيه اللي جابك يا باسل ؟ إيه اللي فكرك بيا ؟بنصف إبتسامة أجابها: مش لما أنساكي الأول أبقى
افتكرك
- بس أنا نسيتك يا باسل ومش عايزة أفتكرك
اقترب منها وداعب خصلات شعرها وحدثها هامساً: أنا
عارف إنك لسه بتحبيني بس اللي مش متخيله إنك عايزة تنسيني وعايزاني أخرج من حياتك
أبعدت رأسها جانباً فسقطت يده بجواره وأجابت
بسخرية مريرة: لسه زي ما أنت ، مغرور وفاكر الدنيا بتلف حواليك
نظرت إليه غاضبة وصرخت به: فووووق فوووق يا أستاذ
باسل ، أنت مش ملك الكون ولا أول وأخر واحد فيه ، أنت يا دوب واحد من ناس كتير
قال بنظرة حزينة ألمتها: للدرجة دي إنتي شايفاني
وحش أوي كدا؟أغمضت عينيها حتى لا ترى الحزن على وجهه وزفرت
بقوة قبل أن تسأله بهدوء: جاي ليه يا باسل ؟ ، أكيد مش عشان نفتح القديم وخصوصاً
أنه أنت اللي اخترت من الأول وكمان عملت لنفسك حياة جديدة مع واحدة تانيةوقف باعتدال ومسح ملامح الحزن من وجهه وقال بجدية:
ما تجيبيش سيرتها تاني ، دي واحدة خاينة
تعجبت ديما من قوله ونظرت إليه مستفسرة فأردف:
بوسي هي اللي ورا الحادثة اللي حصلت وكانت مريم ضحيتها مع إنها ماكانتش تقصدها ...
كانت تقصدك إنتي فغرت ديما
فمها من الصدمة فلم تتخيل أن تكون توقعاتهم تلمس الواقع ، سألته بعد أن تمالكت نفسها:
إزاي ؟عقد ذراعيه أمام صدره ومال بجذعه على الحائط
مبتسماً بخبث: هو إنتي فاكرة المعلومات دي بالساهل ؟
نظرت إليه مستغربة: أومال عايز إيه ؟
نظر إلى أصابعه مدعياً التفكير قبل أن يقول بجدية:
عايز اتغدى من إيديكي الحلوين دول
قطبت
جبينها تعجباً من طلبه ، لم تتخيل أن هذا كل ما يريد ، أيريد التلاعب بمشاعرها مرة
أخرى ؟ ، إذا كان هذا هو غرضه فلن تسمح له بخرق أسوارها الحصينة مجدداً.أومأت موافقة وأدعت القوة: ماشي
تركتها مغادرة المطبخ وتناولت هاتفها وبعد أن انهت
مكالمتها سألها مستغرباً: إنتي قولتيلهم يجوا ليه ؟هزت كتفيها قائلة: هما بيفكروا معايا ف المشكلة دي
وحلها فلازم يسمعوا الجديد
تمعن بها قليلاً ثم سألها بهدوء: عشان كدا ولا
خايفة تتغدي معايا لوحدك ؟رفعت رأسها إليه مسرعة وقد أدركت أنه علم جزء من
الحقيقة ولكنها أجابته بجدية: مريم ومامتها هيكونوا هنا قبل الغدا ، يعني كدا كدا
مش هتتغدى معايا لوحدك
نظر إليها بخيبة واضحة ، لقد تمنى أن يجالسها
بمفرده ويحاول أن يتطرق لموضوعهما ، يريد الإعتذار عن عدم تقديره لها ولأهميتها
خصوصاً في حياته ، عن إمتنانه لدعمها له.--------------أخرج رامي هاتفه باحثاً عن رقم باسل ، بعد لحظات
أجابه باسل فبادره: أنت فين يا ابني؟
- عند ديما في البيت- نعم ياخويا ؟؟؟ ، قول تاني كدا ... عند مين ؟- ديما- وبتعمل عندها إيه ؟
- بوسي هي السبب في الحادثة اللي حصلت لمريم وديما
اللي كانت مقصودة بيها
- أووووووبا ، لا دا الموضوع كبير
- أها ، شكله كدا
- طب أنت حكيتلها كل حاجه ؟- لا لسه ، مستنيين صحابها وهنتكلم بعد الغدا
تبادر إلى ذهن رامي طيف ميرنا فقال مسرعاً: تصدق
إني هأموت من الجوع ، بص إبعت العنوان ف مسج وأنا هأجي ، أكل وأفهم
- هههههههههههههه
ماشي يا سيدي هأبعتلك العنوان
- إلى اللقاء يا صديقي- لا دا أنت أهبل ، اقفل أحسن
أغلق رامي معه الخط ثم طلب رقماً أخر.- أيوه يا عم عبدالحميد
- إزيك يا ابني ؟ ، فينك لحد دلوقتي؟ ، دي أم يحيي مستنياك تتغدى معاناقال رامي بحرج: ما أنا متصل علشان كدا ، أصلي مش
هأقدر أتغدى معاكوا إنهارده
- خير في حاجه ؟- لا لا ما تقلقش خير ، أنا بس هأقبل صحابي وأتغدى
معاهم
- طيب يا ابني زي ما تحب ، بس أم يحيي بتقولك لازم
تتعشى معانا تعويضاً هههه- ههههههههههههه ماشي من عنيا
- تسلم عينيك يا ابني- مع السلامهما إن أغلق حتى وصلته رسالة تحوي العنوان فاتجه
إليه سعيداً برؤية ميرنا.------------وضعت ماري المشروبات على الطاولة وقالت بعدم
تصديق: مش ممكن !ميرنا بحنق: دي إنسانة ....قاطعها رامي ناهراً: ميرنا ! مش كدا ، بردو ما
تنزليش نفسك لمستواهاميرنا بغضب: ما هو غصب عني أنت مش سامع يعني !رامي مهدئاً: يعني الشتيمة هي اللي هتعمل حاجه ؟ ،
دي حتى مش هتسمعهاميرنا بحركة طفولية: خلاص لما أشوفها هاشتمها
براحتيماري: ههههههههههه يا بنتي إنتي مش هتكبري بقى!هدى بجدية: بس كل اللي قولته يا أستاذ باسل مش
دليل قوي عليها
باسل مبتسماً بهدوء: أولاً مافيش داعي للرسميات
ركز نظره على ديما متابعاً: دا أنا حتى لسه جوز
صحبتكم
لاحظوا جميعاً قصده وكذلك إحمرار وجه ديما فقالت
مريم: هدى معاها حق مافيش دليل ملموس
كريم: وغير كدا كمان ، مين اللي كانت بتكلمه ف
التليفون دا ؟باسل: مش عارف ، ما قالتش اسمه ولا مرة
والدة مريم: طب فكروا تاني يمكن توصلوا
هدى: كدا هنلف نلف ونرجع لفرضية أستاذ نعيم
باسل متفاجئاً: وماله الأستاذ نعيم بالموضوع دا ؟ماري موضحة: أصلنا شاكين فيه
رامي: أستاذ نعيم ؟ ، دا كان صاحب باباكي يا ديما
وكمان صاحب أونكل مراد !ديما بحزن: والله ما بقيت عارفة حاجه أنا عمري ما
أذيت حد ف حاجه ولا بابا كمان ليه ناس نفسها تأذينا كدا ، دا حتى بوسي أنا بعدت عن
طريقها يبقى بتعمل كدا ليه
ضمتها مريم قائلة بحنان: معلش يا حبيبتي دا إختبار
من ربنا عشان بيحبك ، وبعدين ما إحنا كلنا معاكي أهو شوفينا كام واحد واللي ضدك
دول كام واحد هتعرفي الفرقابتعدت ديما عن حضن صديقتها قليلاً وقالت بأسف:
معلش يا مريم كنتي جايه تبشرينا بخطوبتك إنتي وكريم وإحنا قلبناها نكد بدل ما
نحتفل بيكوا
مريم مازحة: نكد إيه يا شيخة ، دا أنتوا فتحتوا
حلقات المفتش كرمبو
أخرجت ميرنا لسانها لمريم بطفولية: وإنتي أكبر
كرومباية هنا
مريم: ما تبس يا بت إنتي ، لسانك طول بزيادة
كريم: هههههههههه أصلاً أديكي عملتي إحتفال يا
ديما ، كلنا متجمعين بغض النظر عن السببماري بحماس: بأقولكوا إيه ، أنا هأتصل بشريف يجيب
جاتو وحاجه ساقعة وهو جاي ونعمله إحتفال بحق وحقيقي
مريم لوالدتها: إيه رأيك يا ماما ؟هدى مسرعة: أكيد طنط مش هتعترض دي مش خطوبة دا بس
إحتفال صغير بينا وبين بعض ولا إيه يا طنطوالدة مريم بإستسلام: طيب اللي تشوفوهكريم بحماس: أنا هأكلم ماما تجهز نفسها وهأروح
أجيبها
مريم متسائلة: طب وأختك ؟كريم: لا دي سافرت الصعيد عند أهل جوزها
مريم: ماشي
رامي: طب بالنسبة للموضوع اللي سبتوه مفتوح دا ؟ديما: مش عارفة
ماري: رنا كرومبو ممكن تحليلنا الوضع الحالي من
منظورك البوليسيرنا: ههههههههههههه ماشي يا ستي إحنا اتأكدنا إن
ديما اللي كانت مقصودة مش حادثة والسلام وعرفنا إنه بوسي طرف في الموضوع وكنا
شاكين في باسل بس هو كدا طلع أوتباسل بصدمة: شاكين فيا ؟رنا بحرج: معلش يا باسل ، بس إحنا كنا بنحط
إحتمالات مين اللي هيستفيد لو ديما اتأذترامي مستفسراً: طب وهو هيستفاد إيه ؟ميرنا: ماهو جوزها وأكيد فلوسها هتروحله بعد موتها
خصوصاً إنها يتيمة ومالهاش حد
نظر باسل إلى ديما قائلاً: وإنتي فاكراني من النوع
دا ؟نظرت ديما أرضاً ولم تنطق ، أسرعت هدى تدافع عن
صديقتها: بأمانة ربنا ، هي أول ما سمعتنا بنقول كدا قالت باسل مهما كان محتاج عمره
ما يعمل ولا يفكر في كدا
ابتسم باسل بسعادة فهي مازالت تثق به بعد كل ما
حدث ، أمسك رامي بذقنه وأدار وجهه إليه قائلاً بسماجه: مش أنا وشي أحلى بردو ولا
إيه ؟باسل بحنق: وشك إيه يا منيل أنت !رامي: طب بطل تبصلها عشان وشها بقى إزازة كاتشب
ثانية كمان وتفرقع
ضربه باسل على كتفه: تفرقع ف عينك ، نقي ألفاظك يا
أخيهدى: هههههههههه طب ممكن نركز بقى؟ كملي يا رنا
رنا: يبقى باسل براءة ، بس بوسي دخلت الدايرة
وكمان أستاذ نعيم ، وباسل قال إنه كانت بتكلم واحد وإحتمال يكون أستاذ نعيم أو
غيره أو حتى وسيط
ديما: طب والأسباب ؟ ، أستاذ نعيم هيستفيد إيه من
موتي ؟ وكمان بوسي دا أنا حتى بعدت عن طريقها !رنا مفكرة: الأسباب ماحدش يعرفها غير اللي بيعمل ،
وكمان ممكن أستاذ نعيم يطلع برئميرنا: وبوسي هانم ؟لوت رنا شفتيها قبل أن تقول: بوسي بقى دي ليها 3
إحتمالات مالهومش رابعماري: أيوه ، اللي هما إيه ؟
رفعت إبهامها قائلة: الأول إنها تخلص من ديما عشان
باسل يورث وهي كزوجة ليه تتمتع بالفلوس
مريم مفكرة: تعملها وليه لا
ميرنا: أه ماهي واطيةرامي محذراً: وبعدين يا ميرنا ؟!ميرنا بحنق: أوووف طيب سكت أهو
هدى بترقب: والتاني ؟رفعت رنا سبابتها مضيفة: إنها أصلاً دخلت حياة
ديما وباسل لمجرد إنها تفرقهم وتبدأ لعبة تانية
عم الصمت وتبادل الجميع النظرات بفزع ، ألهذه
الدرجة قد يبلغ بأحد الشر ويفرق بين زوجين ؟ ، ولم لا فمن تسول له نفسه قتل شخص لا
تمنعه من تفرقة قلبين.والدة مريم: أعوذ بالله ، الناس بقت وحشة أوووي
هدى متنهده: الدنيا بقت أوحش وأوحش بسببهممريم: طب والسبب التالت يا رنا ؟رنا: التالت بقى هما السببين الأولنين مع بعض
ميرنا: إزاي؟
رنا: يعني هي فعلاً حد بعتها عشان تاخد باسل من
ديما وبعدين طمعت ف الأكتر وهي فلوس ديما
ميرنا بحنق: يعني مش كفاية أخدت جوزها منها وكمان
عايزة تاخد فلوسها ؟ديما بتأني: وممكن تكون هي اللي خططت تتجوز باسل
وبعدين تاخد فلوسي واللي كلمته دا واحد بيشتغل عندهارامي: لا ما أظنش ، لإنه من كلام باسل دا واضح إنه
التاني هو اللي مسيطر وكلامه ماشي عليها
ميرنا: ما يمكن أخوها مثلاًباسل: لا مالهاش إخواتميرنا بسخرية: وأنت كنت تعرف إنها مشتركة ف محاولة
قتل ديما عشان تعرف ليها إخوات ولا إيه ؟ ، ما هو الكداب بيكدب في كله
نهرتها ديما هذه المرة عندما رأت باسل ينظر أرضاً
بخجل ولا يستطيع الرد: خلاص يا ميرنا مش وقته ، المهم نفكر هنعمل إيهساد الصمت مجدداً ، وكل فرد منهم يحاول الوصول إلى
طريقة ما لحل هذه المعضلة.علت الإبتسامة وجه باسل ولكن ليست كأي إبتسامة
إنها إبتسامة تحدي وإصرار: أنا عندي فكرة نتأكد بيها إذا كان نعيم وبوسي ورا
الحكاية ولا لأ أنتبه إليه الجميع في أنتظار خطته وليقدم كل واحد
منهم ما يستطيع من مساعدة.

0 التعليقات:
إرسال تعليق