(27)

 
دخلت ديما مكتبها بالشركة ورفعت السماعة: لو سمحت ممكن تبعتلي سكرتيرة بدل مريم ؟ ... إممم مش عارفة كام يوم ... ابعت واحدة كويسة وخلاص ونشوف موضوع قد إيه دا بعدين
أعادت ضغط الأرقام مرة أخرى: عايزة فنجان قهوة مظبوط لو سمحت
وضعت سماعة الهاتف مدلكة عينيها بقوة ثم تناولت هاتفها المحمول زافرة بشدة: السلام عليكم ... معلش يا أستاذ باسل مش هأقدر أجي إنهارده المنتجع ... لا أنا كويسة بس مش هينفع ... حضرتك ممكن تلغيها عادي يعني ... لا دي مشكلتك حلها أنت بقى
أغلقت الخط في وجهه بعنف وهي تصيح : ما عندكش دم ، ومُصر تستفزني !
دخل الساعي ووضع القهوة أمامها: أحلى فنجان قهوة لست البنات
أجابته باسمة: تسلم إيدك يا راجل يا طيب
تذوقت قهوته عاقدة حاجبيها بتفكير قبل أن تتناول هاتفها المحمول مجدداً طالبة أحد الأرقام: السلام عليكم ... إزيك إنتي يا هودهود ... الحمدلله تمام ... بس مامت مريم دخلت المستشفى ... لا لا لا مش خطيرة هي هتخرج بكره عالعموم ... أه مريم معاها ... بصي خدي العنوان وكلمي البنات وقوليلهم أنا دماغي مصدعة وما كلمتش حد ...لا ما أنا مش هأسافر ...عادي حفلة واتلغت فين المشكلة؟... مريم هتنام مع مامتها في المستشفى وأنا هأروح أخد شاور وأنااااام ...لا ما أنا هأخلص شوية شغل في الشركة وأحصلكم عالمستشفى ... خلاص ماشي ... سلام
اغلقت الخط دون أن تدري بأن هناك من استمع إلى حديثها بإنصات شديد ليدبر لأمر ما.
----------------
كان باسل يصرخ بغضب وهو يحطم كل ما تقع يده عليه ، دخلت بوسي يتبعها رامي وأخيراً شادي مستغربين من تلك الأصوات.
بوسي بفزع: في إيه يا بيسو ؟ ... مالك؟
باسل صارخاً: أخرجوا بره ! ... مش عايز أشوف حد !
رامي بقلق: طب قولنا إيه اللي حصل بس
توقف باسل بعد أن حطم كل شئ في غرفة المكتب تقريباً يحاول أن يلتقط أنفاسه اللهثه: الهانم عايز تخلي رقبتي قد السمسمة
رامي ناظراً لبوسي: إنتي عملتي إيه ؟
أجابت بفزع شديد: والله ما عملت حاجه
هتف باسل: قصدي الأستاذة ديما !
شادي متدخلاً بهدوء: ومالها ديما ؟
باسل بغضب: الهانم مش هتيجي الحفلة إنهاردة وبتقولي إلغيها
هتفت بوسي مستنكرة: نعم نعم ؟! ... كنا شغالين عند حضرتها ولا إيه ؟ ... وهي فاكرة نفسها مين أصلاً
رامي: ممكن تستني يا بوسي شوية؟
نظر إلى باسل مبرراً: مش يمكن عندها ظروف ولا حاجه أو تعبانة
باسل ساخراً: سألتها تعبانة قالتلي لا ، وما حاولتش تبرر أمرتني كأني شغل عندها
بوسي بحنق: ما أنا قولتلك م الأول مالوش لازمه حفلة عشانها دي ما تستاهلش أنت اللي نشفت دماغك
باسل بحقد: طلع معاكي حق ، بس تبقى تشوف مين هيعبرها تاني
رامي متنهداً: طب هتلغي الحفلة يعني ؟
باسل بحيرة: مش عارف
بوسي بغضب: وتتلغي ليه ؟... الحفلة هتتعمل واللي عاجبه يجي واللي مش عاجبه عنه ما جه ... إحنا مش نتعب في التحضيرات دي كلها عشان تتلغي على أخر لحظة
-أنا هأكلمها وأقنعها
ألقى شادي جملته منصرفاً دون أن يهتم لنظرة الغيرة والغضب التي ألقاها إليه باسل أو الحنق من بوسي ولا حتى الإستغراب من رامي.
--------------
وقعت على أخر ملف أمامها وسلمته للسكرتيرة المؤقتة قائلة بصرامة: الملف دا تسلميه للحسابات دلوقتي حالاً
-أمرك يا فندم
دلكت ديما رأسها بإرهاق قائلة بتعب: وابعتيلي قرص مسكن عشان دماغي هتتفرتك
-حاضر يا فندم
غادرت السكرتيرة المكتب لتنفذ الأوامر مغلقة الباب خلفها ، أغمضت ديما عينيها مسترخية لتخفف من حدة الصداع الذي أصابها ، سمعت هاتفها المحمول يرن ، نظرت إلى هوية الطالب مستغربة أجابت: السلام عليكم
-وعليكم السلام ، إزيك يا ديما ؟
-الحمدلله ، إزي حضرتك ؟
-بردو مُصره تكلميني برسمية ؟ ... مش قولتلك قوليلي شادي وبس؟
-معلش ، أنا بأحب أحط حدود من الأول عشان ما اتفهمش غلط
-لا قولي شادي بس ومش هتتفهمي غلط
-بس ....
-ما بسش ، إحنا بقينا شركا وقولنا بين الشركا مافيش رسميات ولا إيه؟
تنهدت بتعب فالصداع تملك منها فقالت بإستسلام: ماشي يا شادي ، في حاجه؟
-إنتي مش هتيجي الحفلة إنهارده ؟
-لا ، مش هأقدر
-طب ممكن أعرف ليه ؟
-صاحبتي مامتها تعبانة وف المستشفى مش هأقدر أسيبها عشان أسافر وأحضر حفلة
-إمممم معاكي حق
-طب كويس إنك عارف
-بس خلينا نتكلم بشكل عملي ، الحفلة جاهزة وكل شئ أتحضر والناس اتعزمت والحفلة بليل وفوق دا كله إنتي ضيف الشرف والحفلة بإسمك ، إزاي نقدر نكلم الناس اللي عزمناهم كلهم وما فاضلش غير كام ساعة ع الحفلة؟
-خلاص اعملوها من غيري
-إزاي وهي على اسمك ؟ ، لو الناس جت وإنتي مش هنا هيقولوا وقعوا ف بعض أو ....
-أو إيه؟
-أو مش قادرة تشوف باسل مع بوسي ولا تتحمل إن بوسي كسبتها
-بس هي ما كسبتنيش ، لإنه ماكانش في منافسة أصلاً
-دا اللي إنتي عارفاه وأنا عارفه بس الناس ما تعرفش ، الأحسن تيجي ولو ساعة أو إتنين وخلاص المهم تثبتي وجودك وإنك ما يهمكيش حد وخصوصاً بوسي
-طب هأفكر
-ما تفكريش ، الساعة دلوقتي 1 بعد الضهر روحي أطمني على صاحبتك ومامتها وبعدين تعالي على هنا ريحي ساعة مثلاً قبل الحفلة وإحضريها وليكي عليا يا ستي من النجمة هأرجعك كايرو تاني ... تمام؟
تنهدت بقوة: ماشي
-أيوه كدا ، عندك سواق ولا أبعتلك السواق بتاعي ؟
-لا لا ، أنا هأجي مع واحدة صاحبتي
-خلاص زي ما تحبي ، أسيبك تستعدي بقى
-ماشي ، سلام
-مع السلامة
أحضرت السكرتيرة الدواء لديما فتناولته قبل أن تنهض مغادرة ووقفت أمام مكتب الإستقبال حيث تقف ميرنا قائلة: يلا دلوقتي وعشان تجهزي شنطتك
سألتها ميرنا بإستغراب: ليه ؟
-هتروحي معايا بدل مريم
-هدى كلمتني وقالتلي على تعب مامت مريم وكنت هأروحلهم بعد الشغل
-لا هتخرجي معايا دلوقتي هأوصلك البيت تجهزي شنطتك عقبال ما أجيب شنطتي وأجي أخدك نروح لمريم المستشفى نسلم عليهم ونقعد شوية ونسافر عالسخنة
-طيب ، هنقعد قد إيه ؟
-اعملي حسابك ف لبس تنامي بيه وفستان عشان الحفلة والصبح هنرجع
-طيب ثواني ألم حاجتي وأجي
-ماشي أنا هأطلع العربية من الجراج عقبال ما تخلصي
أنتظرتها ديما في السيارة حتى ركبت بجوارها وانطلقتا تنفذان ما اتفقتا عليه قبل أن ينطلقا في طريقهما إلى العين السخنة.
---------------
اقترب شادي مبتسماً بسعادة من الطاولة التي يجلس عليها باسل ورامي وبوسي.
رامي: بعت العمال ينضفوا أوضة المكتب اللي بقت خرابة دي
باسل: طيب كويس
شادي: ديما جايه
نظروا إليه جميعاً بإستغراب فتابع ضاحكاً: في إيه يا جماعة !
باسل بشك: أقنعتها إزاي؟
أجابه بغرور: يا ابني ديما دي شخصية مش ساذجة ولا بتيجي بالعند ، يعني تكلمها وتقنعها بالمنطق هتلاقيها ماشية معاك ، لكن تفرض رأيك عليها أو تأمرها هتلاقيها قلبت عليك ومشيت عكسك
رامي: وأنت عارف كل حاجه عنها بقى مش كدا ؟
شادي: أنا بأحب أحلل شخصية كل واحد أقابله عشان أعرف أتعامل معاه بأنهي طريقة
غمزته بوسي: شكلك كدا ليك تأثير خاص عليها
ابتسم شادي بسخرية دون أن يجيبها ، ونظر إليه باسل بغضب من قربه من ديما إلى درجة أن تقبل بالمجئ بعد أن حادثها شادي بينما أقفلت الخط بوجهه.


0 التعليقات:

إرسال تعليق