(1)


لهاثها يرتفع والمسافة بين خطواتها تزداد إتساعاً ، دقات قلبها تكاد تصم أذنيها ، تبحث عن مكان تختبئ به ، تنظر حولها لا تجد سوى أشجار وأشجار فقط ، تختبئ خلف إحداها لتلتقط أنفاسها.
تنتفض فجأة على صوت تحطم أغصان الأشجار الذابلة من أثر الخطوات القوية التي تسير فوقها ، تنظر لمصدر الصوت لترى ظلاً أسود لا تستطيع تبين ملامحه ، نظراتها معلقة به بينما تتراجع إلى الخلف من ثم تستدير بسرعة وتتابع الركض ، ركض إلى الــ ما لا نهاية ، فالطريق أمامها لا ينتهي والراكض خلفها لا يتعب ولا يكل تعثرت في أحد الأحجار لتسقط متأوهه ، يزداد صرخها ارتفاعاً عندما يجذبها صاحب الظل الأسود من شعرها رغما عنها وينهال عليها بالضرب وهي تصرخ وتستغيث دون أن يسمعها أحد.
أغمضت عينيها لعل ذلك الألم يخف قليلاً أو يتوقف هذا الشخص عما يفعله بها ، فتحت عينيها لترى سيدة كبيرة في السن تقف خلفه وتنظر لها بحزن ، تحاول الإستنجاد بها لكنها لم تتحرك ، فقط تنظر إليها بأعين دامعة والحزن يكسو ملامحها وصاحب الظل مستمر فيما يفعله دون أن يهتم لشئ.
-مريم ! مريم ! ... اصحي يا مريم ... دا حلم يا حبيبتي ما تخافيش
جلست فزعة والدموع تنهمر رغماً عنها دون أن تشعر بها بينما الأخرى تجلس بجانبها وتضمها إلى صدرها محاولة تهدئتها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
استمرت مريم في البكاء ولكنها قالت: الكابوس نفسه يا ديما نفسه ! أنا حاسه إنه هيلاقيني وهيموتني ... أنا خايفة أوووي يا ديما ... أرجوكي ما تسبينيش
أبعدتها ديما عنها قليلاً وصوبت نظراتها إليها مؤكده بقوة: عمري ما هسيبك إيه اللي إنتي بتقوليه دا ؟إحنا أكتر من الصحاب يا مريم...ولا إيه ؟
أجابتها وهي ما تزال ترتعش من الخوف: بس أنا خايفة أوووي
ديما بهدوء وإبتسامة مشجعة: قال النبي صلّ الله عليه وسلم " الرؤيا الصالحة من الله والحُلُم من الشيطان ، فإذا حَلَمَ أحدكم حُلُماً يخافه فليبصق عن يساره ، وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره " يلا اعملي كدا وإنتي هترتاحي وبعدين قال النبي صلى الله عليه وسلم " فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس "  يعني ما تحكيش حاجه ... أصلاً إنتي حكيتيه قبل كدا
فعلت كما أخبرتها صديقتها وعادت لتنام مرة أخرى.
بعد فترة نظرت مريم إلى ديما التي تنام على السرير المجاور وتنظر للسقف فسألتها: إنتي لسه صاحيه؟
أجابتها: ايوه
اعتدلت مريم جالسة بعد أن اشعلت الضوء وبدأت بالحديث: تفتكري ممكن يعملها ويقتلني ؟
جلست ديما أيضاً وحدثتها بتعقل: أولاً هو ما يعرفش مكانك ، ثانياً لو فعلاً مش بتفرقي معاه عمره ما هيفكر يدور عليكي حتى ، ثالثاً بطلي الأوهام اللي في دماغك دي لإنه حتى لو لاقكي الدنيا مش سايبه يعني!
مريم وقد ارتجف جسدها: ما إنتي ما تعرفيش دا ممكن يعمل إيه ! أنا اللي جربت !
طمأنتها ديما قائلة: ما تخافيش أنا معاكي ... وبعدين سيبك من كل دا ومنه ، ما فكرتيش فيها هي ؟
كست ملامح الحزن والكسره وجهها: هي ؟ هي لو كنت افرق معاها في حاجه ماكأنتش سابته يعمل فيا اللي عمله وهي واقفة ساكتة كدا !
تنهدت ديما مجيبة: ما تظلمهاش إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذراً واحداً إلى سبعين عذراً، فإن أصبته، وإلا قل لعل له عذراً لا أعرفه
بدأت مريم في البكاء بغزارة: يعني إنتي عاجبك اللي كان بيعمله فيا وهي واقفة تتفرج ومش بتدافع عني ولا تاخدلي حقي ؟
أجابتها بحزن: مش عاجبني بس ما تعرفيش أسبابها إيه فبلاش تظلميها
ارتفع الأذان معلناً موعد صلاة الفجر فتابعت: يلا نصلي الفجر وخرجي كل اللي في دماغك عشان تعرفي تركزي في شغلك وكمان البنات جايين إنهارده عشان نتغدى سوا ماشي؟
هزت رأسها موافقة ونهضت لتأدية الفريضة المهجورة في جماعة مع صديقتها.
-------------------
تقلبت في نومها قبل أن تنهض بنشاط وتبدأ في تجهيز نفسها للخروج ، ذهبت لتتوضأ وصلت ركعتي الضحى بعدها مشطت شعرها البني اللامع شديد النعومة وإرتدت ملابسها قبل أن تخرج من غرفتها ملقية التحية على عائلتها بإبتسامة صافية بشوشة: صباح الخير
ردوا التحية وقد خرج أخوها كمال ذو الإثني عشر عاماً من المنزل مسرعاً ليلحق بالباص ويرد تحيتها بسرعة لم تكاد تسمع بسببها ما تفوه به من تداخل حروفها.
فضحكت على حاله قائلة: ربنا يهديه
نظرت لها والدتها بضيق قائلة: ويهديكي إنتي كمان
قالت مستغربه: اللهم أمين ... يهدي الجميع
زاد ضيق والدتها : إنتي بالذات محتاجه الهدايه أكتر من أي حد
ترك الأب الجريدة التي كان يطالعها ونظر لزوجته بدهشة: وليه بتقولي كدا يا سعاد ؟ ... ما هي هدى أهي بسم الله ما شاء الله زي الفل وست البنات كمان.
أجابته زوجته: ما هو طول ما هي حاطه البتاع دا على وشها ما حدش هيشوفها ولا هيعرف انها زي الفل يا فوزي !
قالت هدى بهدوء: ما اسموش بتاع يا ماما اسمه نقاب ... وبعدين اللي عايز يتجوزني المفروض يكون عشان شخصي وعشان أنا هدى مش عشان شكلي! ... دا غير إنه كل شئ قسمه ونصيب
       ألقت سعاد الفوطة التي تستخدمها في التنظيف بغضب قائلة: وإنتي هتفضلي قاعده في أرابيزي كدا لحد إمتى ؟ إنتي عندك دلوقتي 34 سنة ! وكل يوم والتاني فرصتك في الجواز والخلفة بتقل وأنا عايزة أشوفك في بيتك وأشيل عيالك.
تنهدت هدى وقد بدأت تشعر بالضيق: الحمدلله على كل شئ وأنا راضية بقضاء ربنا وفي الأول والأخر كل شئ قسمه ونصيب.
أجابتها والدتها بحنق: ما هو إنتي لو تخلعي النقاب دا بس يمكن حد يشوفك ويعجب بيكي يبقى أكيد النصيب هيجي.
قالت هدى مصدومة: إيه اللي بتقوليه دا يا ماما؟ لا طبعاً مش هاخلعه! وإن شا لله عنه ما جه.
استدركت والدتها خطأها بسرعة: دا بس لحد ما تتجوزي وبعد كدا إبقي إلبسيه تاني مش هيجرا حاجه يعني.
أجابتها بإصرار وقوة: مش هأخلعه يا ماما ... أنا خلاص أخدت قراري إني هألبسه ومش هأخلعه طول عمري ولو ليا نصيب في حاجه هاخدها غصب عن أي حد ولو ربنا رايد إني أتجوز هأتجوز غصب عن البتاع دا زي ما بتقولي.
تناولت حقيبتها وأسدلت نقابها قائلة بحزم منهيه الحديث: أنا هاخرج عشان أسلم الكتاب اللي خلصت ترجمته ... سلام.
غادرت هدى المنزل ليتوجه فوزي بحديثه إليها معاتباً: وإيه لزمته الكلام دا بس يا سعاد ؟ لازم يعني تنكدي عالبت كدا على وش الصبح ؟
إلتفتت إليه سعاد وقالت بحنق: ما أنت اللي وقفت معاها يوم ما خدت القرار إنها تلبس النقاب ! ... أنا مش عارفة أنت وافقت ليه؟
أجابها بهدوء وثقة: عشان أنا مربي بنتي ما تعملش غير الصح وإنها تعمل اللي هي عايزاه مادام مش بيغضب ربنا ولا يأذيها .. وهي اللي قررت تلبس النقاب هي حرة.
أجابته بثقه: بس النقاب مش فرض يعني مش لازم تلبسه هو مش زي الحجاب !
خلع نظارته: والله في نقطة فرض ولا لا حصل إختلاف في الرأي والتفسير ... وحتى لو مش فرض المهم هي عايزة تلبسه سيبيها تلبسه دا وشها وهي حرة فيه ، توريه للي تحبها وتخبيه عن اللي تحبه ... وبطلي تقطمي فيها في الرايحه والجايه عشان ما تأذيهاش نفسياً.
جلست بجواره قائلة بحزن: ما أنا نفسي أفرح بيها بردو يا أبو كمال وأشيل عيالها قبل ما يحصلي حاجه ولا أنت بعد الشر ونكون سيبينها لوحدها في الدنيا دي
وضع يده على كتفها مواسياً: ما تقلقيش وسيبيها على ربنا هو اللي عارف الخير فين ... واسمعي كلمة بنتك كل شئ نصيب.
تنهدت مستسلمة: ونعم بالله.
-------------------------
       مبنى فخم بمجرد الدخول بوابته الرئيسية تجد فتاتان في غاية الأناقه والجمال تقفان والإبتسامة تزيد محياهما جمالاً ، إنه مكتب الاستقبال في الفرع الرئيسي لشركة الفاروق القابضة.
تتولى إحداهما مهمة الإجابة على الهاتف ، والأخرى تقوم بفرز البريد حتى يصل إلى القسم المخصص له في الوقت المحدد.
إلتفتت التي تتميز بشعر كستنائي مرفوع على شكل ذيل حصان وعينين عسلتين إلى صديقتها بضيق: أنا زهقت يا ماري من الشغل دا ... ملل !
أغلقت ماري صاحبة الشعر الاسود الغجري والعينين الخضراوين التي تحتل حيزاً كبيراً من ملامحها الدقيقة الفاتنة الخط بعد أن أنتهاء المكالمة وأجابتها مبتسمة: من إمتى إنتي ما بتزهقيش؟ ... إنتي أي حاجه بتعمليها لأكتر من ساعة بتزهقي!
تأففت قائلة: يوووووه يا ماري ! ... تصدقي إني غلطانه إني بأدردش معاكي !
وضعت ماري ذراعها حول كتفيي صديقتها: خلاص إهدي أنا هاروح أعملك مج كابتشينو من اللي بتحبيه يمكن يضيع الملل دا.
أومأت موافقة وبعد ذهاب ماري عادت تمارس عملها الروتيني الذي أشعرها بالسأم ، ولم تتوقف حتى شعرت بأن هناك من يقف أمامها ويراقبها.
رفعت رأسها لتجد شاباً شديد الوسامة يمتلك عينين رماديتين وشعر أسود فاحم ، اعتقدت أنه أحد العملاء فرسمت الإبتسامة على وجهها قائلة بهدوء: أي خدمة يافندم ؟
لم يجبها لكنه ظل ينظر إليها بتمعن وإبتسامة ساحرة تعلو شفتيه ، بعد عدة دقائق أصابها الضيق من نظراته وكان يجب عليها أن تعود إلى العمل مرة أخرى لتنهيه في الوقت المحدد .
فعادت تقول محاولة إخفاء ضيقها: تؤمر بحاجه حضرتك ؟
هذه المرة أجابها ولكن بسؤال أخر: إنتي اسمك ايه ؟
شعرت بالغضب فقالت بثقة: دا شئ ما يهمكش في حاجه ، أنا هنا عشان أساعدك تعمل اللي جاي عشانه وبس مش أكتر من كدا.
اتسعت إبتسامته مجيباً: أنا اللي أحدد إيه اللي يهمني وإيه اللي ما يهمنيش يا ....
نظر إلى الاسم المعلق على جيب قميصها وتابع ساخراً: أنسة ميرنا
نظرت ميرنا إلى جيب قميصها قبل أن تعود بنظرها إليه قائلة بغل لم تحاول إخفاءه: أي خدمة يا حضرة ؟
أخيراً أجابها هذه المرة بدون أن يخفي إبتسامته: كنت عايز الأستاذ فؤاد النجار.
أجابته بثقة: الاستاذ فؤاد مش هيجي إنهارده تحب أوصله حاجه؟
أتت ماري قائلة بينما تنظر إلى المج الذي تحمله: ههههههه معلش بقى يا ميمي الوش نصه راح.
رفعت نظرها لتجد ميرنا تحرقها بنظراتها النارية بينما الأخر لم يتمالك نفسه من الضحك مما أشعرها بالإحراج ، وضعت المج أمام ميرنا وانصرفت تجيب على الهاتف الذي ارتفع رنينه وكان بمثابة طوق النجاة لها.
نظرت إليه ميرنا بغل: فيه حاجه حضرتك ؟ ما اعتقدش إنه فيه حاجه تضحك أوي كدا
لم يتوقف عن الضحك واستمرت ضحكاته تعلو كأنه يتمتع في إشعال غيظها وقال من بينها: ميمي؟ ... إنتي  يتقالك ميمي ؟
غرزت أظافرها في كفها محاولة أن تكظم غيظها ، قالت وهي تجز على أسنانها: لو فيه أي رسالة أوصلها لأستاذ فؤاد اتفضل قولها عشان أنا مشغوله وورايا شغل كتير.
أجابها بسخرية: لما يرجع إبقي قوليله إنه رامي فريد سأل عليه ولازم يكلمني ضروري ... سلام يا ... ميمي !
كادت ميرنا أن تنفجر غيظاً وهي تقول بصوت مرتفع: ميمي في عينك! مش ناقص إلا أنت اللي تقولي ميمي !
وكان قد غادر بالطبع ، وقفت ماري بجوارها فاغرة فمها فالتفتت إليها بحنق شديد قائلة: وإنتي ما لاقتيش غير الوقت دا اللي تقوليلي فيه ميمي ؟ أهو مسك في الكلمة عاجبك كدا؟
نظرت إليها ماري قائلة بذهول : إنتي عارفة مين رامي فريد دا أصلاً ؟
هزت كتفيها باستهتار وأمسكت البريد تتابع فرزه وهي تقول: هيكون مين يعني؟
أجابتها ماري صارخة: دا رجل أعمال كبير ومعروف أوي
تركتها متجهة إلى أحد الأدراج من ثم عادت إليها تحمل إحدى المجلات الراقية وتضعها أمامها: اقري المقال دا كدا .
أمسكت ميرنا بالمجلة لتمر ببصرها على صورة رامي قبل أن تبدأ بقراءة المكتوب عنه وكان كما يلي:
" رجل الأعمال رامي فريد ابن رجل الأعمال فريد سعد يحضر حفلة إفتتاح المنتجع السياحي الجديد "النورية" المقام في العين السخنة وذلك بعد أن قام بمشاركة رجل الأعمال باسل مراد الشناوي صديقه المقرب وصاحب فكرة المنتجع ، وقد ورد ذكر صداقتهم المتينة التي تمتد منذ سنوات  دراستهما معاً في أمريكا حاصلين على شهادة في الهندسة ، ورغم إنشغال كلاً منهما إلا أنهما لم ينقطعا عن رؤية بعضهما ، كما أنهما يبلغان من العمر 32 عاماً ، وقد تزوج باسل مراد مرتين وحضرت معه زوجته الثانية بوسي عوض بعد إنفصاله عن زوجته الأولى وإختفاءها عن مسرح الأحداث ، ولم يفسر أياً من الزوجين سبب هذا الإنفصال المفاجئ والذي أدى إلى تدهور الحالة في مجموعة شركات الفاروق التي تملكها الزوجة الأولى لباسل مراد ، وقد أكدت بعض المصادر الموثوقة أنه سيتم في القريب العاجل إعلان إفلاس مجموعة شركات الفاروق القابضة.
في حين تزوج باسل مراد مرتين على التوالي فإن صديقه المقرب رامي فريد لم يسبق له الزواج ، وعند سؤاله عن السبب أجاب بأنه يبحث عن الإنسانة المناسبة له فهو يؤمن بأن الحب يدق القلب مرة واحدة في العمر ويتمنى أن تكون زوجته هي أول من تدق ذلك القلب والأخيرة في نفس الوقت ليمضي بجانبها ما تبقى من عمره ، وقد أنتهت الحفلة بنجاح باهر ، متوقعين نجاح المنتجع وتحقيقه للنجاح المرجو بل وأكثر. "
وضعت المجلة من يدها وقد علت الإبتسامة شفتيها وهمست لنفسها: دا أنت طلعت رومانسي على كدا بقى وأنا مش عارفة
أفاقت على صوت ماري: أنا لما شوفته شبهت عليه بس ما افتكرتش إنه هو اللي في المجلة غير لما قال اسمه ... بس طلع أحلى من الصورة بكتير
غمزتها ميرنا قائلة: طب ركزي في شريف دلوقتي ها ! ... دا أنتوا قربتوا تتجوزوا خلاص ولسه بتعاكسي واحد تاني !
ضحكت ماري قائلة: يا بنتي الواحد بردو لازم يشوف الخيارات المتاحة قدامه قبل ما يدبس !
- مين دا اللي يدبس ؟ ويدبس ف إيه ؟
إلتفتت ماري لتجد شريف خلفها فتنحنحت قائلة: ودول بيطلعوا إمتى ؟ ... مش تكح ولا تقول حاجه وأنت داخل !
شريف: معلش بقى ... صباح الخير يا ميرنا عاملة إيه؟
ميرنا بإبتسامة: الحمدلله ... وأنت ؟
أشار لأعلى قائلا: أنا الحمدلله ... بس فوق مش تمام يا ريت تتطلعي البريد إنتي لأحسن عم إبراهيم تعبان إنهارده ومش قادر يتحرك يعني لو ماكانش فيها إزعاج طبعاً.
أومأت موافقة: لا عادي مافيش حاجه.
قالت ماري بغيظ: بقى هي صباح الخير وعامله إيه وأنا مديني صابونة ؟ ... اجبلكوش إتنين لمون وشجرة بالمرة ؟
ضحك شريف مغيظاً إياها: لا خلي اللمون ليكي وسيبيلنا إحنا الشجرة
حملت ميرنا البريد وغادرت مسرعة: أما ألحق انفد بجلدي قبل ما تنفجر ف وشي ... الله يعينك يا شريف على ما بلاك !
شريف باستعطاف مصطنع: إدعيلي يا ميرنا ... أمين يا رب
وضعت ماري يدها على كتفه وقد ضيقت عينيها بشر قائلة: بقى أنا بلوه يا شريف باشا ؟ ... إما وريتك !
رفع شريف يديه بوجهها وقال بحركه تمثيليه: برئ يا بيه!


0 التعليقات:

إرسال تعليق