وقفت برفقة عادل والمهندس وباقي العمال يشرفون على سير
العمل ويضعون اللمسات الأخيرة للحفلة.
رنا مخاطبة المهندس: الأضاءة شديدة أوي وتضايق
المهندس: معاكي حق
أمر عامل الإضاءة بخفضها قليلاً ، بدأت تتأكد من باقي
الأمور ، اقترب عادل وسألها: لسه فيه حاجه تانية ؟
رنا: لا كله تمام ... الجرسونات وصلوا ومعاهم الطلبات
بالظبط وأنا اتأكدت بنفسي ... والتورتة وصلت كمان
عادل: بجد تسلم إيدك يا أنسة رنا تعبتي كتير
رفعت رنا يدها مشيرة إلى بنصرها قائلة: مدام
عادل مندهشاً: بجد ؟
أومأت : وعندي ولدين كمان
عادل: ما شاء الله ... ربنا يخليهم لك ... بس مش باين
عليكي
ابتسمت شاكرة لمجاملته المهذبة وعادت تتأكد من اللمسات
النهائية.
رنا: أستاذ عادل ... أنا هأطلع الحمام أغير واستعد
للحفلة
عادل: ماشي ... وأنا هأوصل المهندس وأبص مرة تانية لحد
ما تخلصي وأروح أغير أنا كمان عشان ما نسبش المكان إحنا الإتنين سوا ويحصل حاجه
رنا: ماشي ... وأنا مش هاتأخر
عادل: هههههههههه يا رب
ارتدت رنا فستان من اللون السماوي أكمامه واسعة تضيق عند
المعصم بطريقة أنيقة معه حجاب من اللونين الأزرق الغامق والسماوي الجاهزة على
الإرتداء فقط ، وضعت القليل من الكحل وملمع الشفاه ، كانت تبدو أصغر سناً على
الرغم من بساطتها.
هتف عادل عندما رأها: واااو ... جوزك إنسان محظوظ
رنا: ميرسي ... بس أنت لبست أهو
عادل: أه أصل روحنا صلينا المغرب وقولت ألبس بالمرة
ضربت رأسها بيدها: يا ربي أنا ما صلتش المغرب
أشار إلى إحدى الغرف: ادخلي صلي في الأوضة دي وهتلاقي
فيها مصلية ... لسه ربع ساعة عقبال ما الناس تبدأ توصل ألحقي
رنا: تمام ... شكراً
بدأ الحضور بالقدوم وكان عادل في إستقبالهم وقد حضرت
ديما ووقفت على بعد خطوات منه تتجاذب أطراف الحديث مع بعض الضيوف ، حضر علي برفقة
نادية وجال بنظره في أرجاء المكان بحثاً عن رنا فوجدها تسير في القاعة بثوبها
الهادئ تطمئن على راحة الضيوف تسأل أحدهم إذا كان ينقصه شئ والأخر تحضر له كأساً
من العصير وتمدح أخرى عن جمالها وروعة تصميم ثوبها وهكذا ....
رأت ميرنا رامي يدخل فأشارت له وهي تقف مع ماري وشريف فقد
عادا من رحلة شهر العسل.
رامي: مساء الخير
ميرنا: مساء النور ... ما لسه بدري يا بيه
رامي: هو فعلاً لسه بدري ... أنا أصلاً عادة بأجي بعد
الحفلة ما تبدأ بــ 3 ساعات وأمشي بعدها بنص ساعة
ميرنا ساخرة: وجاي على نفسك ليه؟ ... ما تقول مساء الخير
وتمشي
رامي مغيظاً: تصدقي فكرة
أمسكه شريف: طب مش تباركلنا الأول
رامي ضاحكاً: ما أنت شايف لسه بأقول مساء الخير اتفتحلي
موشح
ميرنا حانقة: حقك عليا أنا الغلطانة
ماري: ولا غلطانة ولا حاجه ما تبقيش قماصه بقى
رامي: قوليلها يا ماري ... هتبوظلي المفاجأة اللي أنا
عاملها لها
ميرنا بحماس: مفاجأة؟ ... مفاجأة إيه؟
أجابها: بعد الحفلة هتعرفي
ميرنا: حفلة إيه بقى ... أنا عايزة أعرف المفاجأة
رامي: اصبري اصبري ، دا إيه دا
ميرنا مجبرة: طيب
رامي: انبسطوا في إسكندرية
ماري: دي كانت تحفة ... والفيلا ليها شاطئ خاص كمان
غمزتها ميرنا: عجبتك المفاجأة بتاعتي؟
ماري من بين أسنانها: ودي مفاجأة بعقل
شريف: هههههههههه سيبك منها ... والله أنا عجبتني
ماري: ماهي أصلاً كانت عشانك مش عشاني
رامي: ليه جابت إيه؟
شريف: جابتلها قميص نوم
رامي: ههههههههههه دي عملت معاك واجب بقى
شريف: أه أوووي بصراحة
ماري: إتلم يا شريف
شريف: إتلمينا
ميرنا: طب وهدية مريم وهدى ؟
رامي: عملوا إيه هما كمان
ماري: مريم كانت عامله قاعدة رومانسيه في الفيلا شموع
وورد وهدى عملتلنا قاعدة رومانسية في شقتنا
رامي: هههههههه دول متوصيين بيك أوي يا كبير
شريف: هههههههه أه ، بأمانة اتهديت
ماري بحنق: بأمانة يا شريف لو ما بطلت لأمشي وأسيبك ...
وأنت كمان يا رامي
رامي ببراءة: أنا كمان إيه ؟
ميرنا: إتلم !
كانت ديما تتسامر مع بعض الضيوف ويشجعونها على الإستمرار
في إدارة أملاكها حيث عادت لإزدهارها مرة أخرى بعد فترة ركود طالت ، لمحت دخول
باسل وزوجته بوسي التي ترتدي ولا ترتدي ؛ فستانها قصير وعاري الظهر ذو لون أحمر
صارخ يتعارض بشدة مع ثوب ديما الواسع المحتشم صاحب اللون البنفسجي الهادئ وأتى
برفقتهم مراد ، سعدت لرؤيته فاعتذرت من ضيوفها واتجهت إليهم وابتسامتها تتسع كلما
اقتربت.
ديما: منورين
لوت بوسي شفتيها بإستهانة وأجاب باسل: شكراً
ضمها مراد وقبلها قائلاً: الحفلة منورة عشان إنتي فيها
... إيه الحلاوة دي ؟ ... هو أنا كل مرة أشوفك فيها تبقي أحلى من اللي قبلها ؟ ...
براحه على البنات التانية يا ديدي هيموتوا من غيظهم كدا
ضحكت ديما برقة: ما تبالغش أوي كدا يا بابا
-مين قال إنه بيبالغ؟ ... أنا مش شايف أي مجاملة بالعكس
هو تواضع جداً ف الوصف
ابتسمت ديما مرحبة بشادي: أهلاً يا أستاذ شادي
شادي: لا ... ماليش في جو الألقاب دا خصوصاً إنه خلاص
بقينا شركا
ترددت ديما: بس ...
مراد: خلاص بقى يا ديما ... شادي زي ابني بردو هو ورامي
زي باسل بالنسبة لي بالظبط
ديما بإستسلام: خلاص اللي تشوفوه
شادي بإصرار: طب أنا بقى اسمي إيه؟
أجابته بحياء: شـ... شادي
شادي بوله: أول مرة أعرف إنه اسمي حلو أوي كدا
احمرت وجنتيها بشدة ، علق مراد: هههههه يا واد اعملي
اعتبار حتى
شادي: اعتبارك على عيني وراسي ... بس اللي يشوف الجمال
والرقة دي كلها وما يتكلمش يبقى مفتري بصراحة
باسل بحنق: ما خلاص يا عم شادي ... مش شايف إنك زودتها
مراد: كفاية يا شادي البت وشها بقى طمطماية
وقفت مريم خلف ديما وهمست لها: لازم تطلعي وتقولي كلمة
دلوقتي
أومأت ديما ثم تناولت ذراع مراد: ممكن تسمحلي بشرف إنك
تكون المرافق بتاعي ف الحفلة؟
مراد بسعادة: هو أنا أطول أجاور القمر وأرفض؟
توجهت إلى منصة تم تخصيصها لتقف عليها وتلقي كلمتها
بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس شركات الفاروق وفي نهاية الكلمة توجهت بالشكر
للمشرفين على إتمام الحفل على أتم وجه رنا وعادل ثم تم تقطيع الكعكة التي كُتب
عليها شركة الفاروق 50 عاماً من القوة والصمود.
كانت رنا
تقف برفقة عادل مع زملائهم في المكتب ممن حضر الحفل وعادل يقول مادحاً مجهود رنا
في تنفيذ الحفلة: تعبت جد فيها وخففت عني حمل كبير بصراحة ... مش زي ناس بتتحجج.
شيماء: ما حضرتك عارف ظروفنا يعني مش بمزاجنا وإحنا
عمرنا ما نتأخر على حضرتك أو على الشغل.
عوني: والله أنا في رأيي مش مهم مين اللي كان المسئول عن
الحفلة فينا المهم إنه الحفلة حلوة والناس مبسوطة.
ضحك عادل: أيوه أيوه ... لفنا بكلمتين حلوين وإعفي نفسك
من اللوم
ضحك الجميع وقاطعهم حضور علي وبالطبع نادية متعلقة في
ذراعه كعادتها.
علي: أتمنى ما أكونش قطعت حديث مهم
عادل بلباقة: أبداً يافندم أي خدمة؟
نظر علي إلى رنا قائلاً: شكراً ... أنا بس كنت بأدور على
رنا
رنا: خير في حاجه ؟
علي: ما كلمتكيش من أول الحفلة
استغرب الجميع طريقة الحديث التي يوجهها إلى رنا أحد
ضيوف الحفل ، شعرت رنا بإستغرابهم فعرفتهم إليه: يا جماعة دا أستاذ علي مدير واحد
من البنوك اللي بنتعامل معاهم و جوزي
رحب به الجميع بحفاوة ، تساءلت شيماء: ودي أختك يا أستاذ
علي مش كدا ؟
أجابت نادية بزهو: لا مراته
تبادل الجميع النظرات والدهشة تعلو وجوههم ، شعر عادل
بحرج رنا مما حدث فقال ليخفف عنها قليلاً: مدام رنا ... ممكن حضرتك تتأكدي إنه
العصير والأكل اللي في البوفيه موجود ولا لا ولو فيه حاجه خلصت تطلبي من جرسون
يجيبه
تنهدت إرتياحاً عندما ابتعدت عنهم ، لم تشعر بإهانة أو
حرج مثل هذا الموقف ، يا الله إرحمني برحمتك.
بعد قليل لحق بها عادل وسألها: كله تمام ؟
رنا شاكرة: ميرسي أوي
سألها: على إيه ؟
ابتسمت رنا على أخلاقه العالية وكأنه لم يخرجها من
حرجها: عشان ساعدتني أخرج من الموقف المحرج دا
سألها عادل بجدية: إنتي إيه اللي أجبرك على حاجه زي دي ؟
تنهدت رنا فتابع: أنا أسف ماكانش لازم ادخل سامحيني
أجابته رنا: لا ، بعد مساعدتك دي ليك حق تسأل اللي يعجبك
، وإجابة سؤالك هي ولادي ... ولادي هما السبب
ابتسم عادل بتقدير: ونعم الأم ، ربنا يخليلك ولادك ويخليكي
ليهم
ثم تابع ناظراً لنادية: ويصبرك على ما بلاكي
لم تستطع كتم ضحكت فقال: أيوه إضحكي ما تخليهاش تنكد
عليكي
شاهدها علي وهي تضحك مع زميلها والغيرة تأكل قلبه ،
لاحظت نادية غيرته فحاولت أن تصرف نظره عنها.
وضع يده على كتف شادي: برافو عليك ، قدرت تعمل الدور صح
عدل من وضع ياقته قائلاً بتفاخر: هو أنا أي حد ؟ ، أنا
شادي الصاوي
مراد ضاحكاً: ماشي ، بس خليك ماشي زي ما أنت وما تتغرش
أوي
شادي: أنا مش عارف عايزه يغير عليها مني ليه ؟
مراد بمكر: عشان يعرف إنه بيحبها وبيموت فيها ويبطل
مكابرة ، وبعدين لما يحس إنها ممكن تضيع منه تلحلح شوية
شادي: أنت مش خايف إنه لو عرف إنك ورا كل دا يضايق زي ما
حصل قبل كدا لما أجبرته يتجوزها ؟
مراد متنهداً: صدقني لو لف الدنيا دي على رجليه عمره ما
هيلاقي زيها
شادي مواسياً: عارف ، ربنا يهديه
--------------
نعيم بدهشة: إنتي بتتكلمي جد يا ديما ؟
ديما بأسف: أيوه يا أستاذ نعيم
نعيم متسائلاً: ومين اللي في مصلحته يأذيكي يا بنتي؟ ...
دا خيرك وخير والدك مغرق الناس كلها
ديما: ما أعتقدش إنه في حد مالوش أعداء حتى إحنا ، لا
إحنا ملايكة ولا اللي حوالينا ملايكة
نعيم موافقاً: فعلاً ، في ناس بتكره لمجرد إنك أحسن منها
حتى لو ما أذتيهوش
ديما: يعني أنت ما تعرفش حد ممكن يكون بابا ضره حتى لو
غصب عنه
صمت مفكراً لحظات قبل أن يسألها: يعني إنتي ما تعرفيش حد
؟
ديما بيأس: لا ، لو أعرف يمكن كنت ارتحت شوية
نعيم: طب وعرفتي منين الحكاية دي ؟
ديما: الأستاذ فؤاد حس إنه فيه حاجه مش مظبوطة وبدأ يدور
وعرف إنه فيه خسرات صغيرة بتحصل
نعيم: طب هو ماجاش قالي أنا ليه ؟
ديما: ما حضرتك كنت في إيطاليا وقت ما عرف
نعيم: أها ... طب ودا ليه علاقة بإنك غيرتي السكرتيرة
بتاعتك ؟
ديما: لا بس أنا عايزة كل اللي حوليا يكونوا محل ثقة
والمثل بيقول حرص ولا تخون
نعيم: معاكي حق ، أنا هأدور وأحاول أعرف بطريقتي مين
ممكن يكون بيعمل كدا ومصلحته إيه
ديما: يا ريت يا أستاذ نعيم وعشان كدا قولت لحضرتك
نعيم: إطمني ، مادام أنا معاكي ما تقلقيش
اقترب شريف من رامي وسأله متلفتاً حوله بحيرة : رامي ...
أنت ما شوفتش ماري ؟
رامي: لا ... أنا أصلاً كنت بأدور على ميرنا بس مالاقهاش
بردو وكنت جاي أسأل ماري عليها
شريف: يعني هيكونوا راحوا فين ؟
إنضم إليهم شادي ومعه باسل.
شادي: مالك يا رامي بتلف حولين نفسك كدا ليه؟
رامي: بأدور على ميرنا ومش لاقيها
غمزه باسل: ودا الجو الجديد ولا إيه ؟
رامي بضيق: مش وقتك خالص
باسل: هتكون راحت فين يعني ؟
شريف: طب ما شوفتش ديما يمكن تعرف هما فين
رامي: لا ما شوفتهاش
شادي مشيراً للباب: شوفتها خرجت من شوية ... الحفلة ما
فاضلش فيها غير كام واحد وكلهم موظفين يعني مش مهم تكون موجودة
رامي مسرعاً: طب يلا نشوفهم
وجدوا شيماء تقوم بأخذ الصور لهم ويتبادلن المزاح
والضحك.
رنا: أنا مش عارفة هدى ما جاتش ليه !
ديما: عزمتها بس مامتها ما رضيتش
ميرنا: هي مامتها واقفة لها زي العقلة في الزور كدا
ماري: مامتها وخايفة عليها
مريم: بصوا مين جاي علينا
انطلقت ماري إلى شريف الذي بادرها: كدا تختفي من غير ما
تقوليلي؟
ماري: معلش يا حبيبي أما صدقنا الضيوف مشيوا وقولنا نطلع
نتصور سوا قبل ما نروح
خرج علي باحثاً عن رنا واقترب منهم قائلاً: مش يلا بقى
يا رنا ؟ الولاد نايمين لوحدهم في البيت
أومأت موافقة وسلمت على صديقاتها.
ديما: يلا يا مريم عشان نروح إحنا كمان
شادي: طب اتفضلوا أوصلكوا
ديما معتذرة بلباقة: مافيش داعي أنا معايا الشوفير
شادي: اللي يريحكوا
شريف: ماري ... مش هنروح إحنا كمان ولا إيه؟
ماري: ماشي ... باي يا بنات
همس رامي لميرنا: مش عايزة تعرفي المفاجأة ؟
ميرنا بحماس: طبعاً
أمسك رامي يدها: طب تعالي معايا
ميرنا: أنا هأمشي كمان باي
شادي: خلاص يلا نطلع سوا
انطلق كلاً إلى وجهته وأنتهت السهرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق